Powered By Blogger

الجمعة، 25 مايو 2012

شخصيات علمية (5)فرانسيس كريك/حين تتعاون الفيزياء والبيولوجيا لكشف سر الحياة

(8/6/1916 – 4/7/2004) (جائزة نوبل 1962)
م. سائد مدانات

ولد كريك (تلفظ كُرِك) F. Crick في نورثمبتون في انجلترا، وحصل على البكالوريوس في الفيزياء من الكلية الجامعية/لندن عام 1937. بدأ الأبحاث للحصول على الدكتوراه واضطر أن يقطعها عام 1939 عندما نشبت الحرب العالمية الثانية. التحق عندئذ بسلاح البحرية، وتركه عام 1947 ليغير مجال تخصصه من الفيزياء إلى علم الأحياء! حصل على الدكتوراه من جامعة كيمبرج، وكانت رسالته بعنوان حيود الأشعة السينية: متعددات الببتيد والبروتينات.

في عام 1947 كان كريك لا يكاد يعرف شيئا عن علم الأحياء أو الكيمياء العضوية أو البلورات. وهكذا أمضى السنوات القليلة التالية في دراسة أسس هذه المواضيع. وحسب قوله، لم يكن بالأمر السهل التحول من الفيزياء، المتميزة "بأناقتها وبساطتها العميقة"، إلى الآليات الكيميائية الحيوية المعقدة، التي تطوّرت بفعل الانتقاء الطبيعي عبر مليارات السنين. وصف كريك هذا الانتقال بقوله: "إني اشعر كأني أولد من جديد! لقد
علمتني دراسة الفيزياء شيئا مهما: الثقة الكبيرة بالنفس. وتأصلت لدي قناعة بانه كما أن الفيزياء تشهد نجاحات متميزة، فكذلك العلوم الأخرى، مثل علم الأحياء، يجب أن تشهد اختراقات وانجازات كبيرة."
يعتقد كريك بأن شعوره هذا قد شجعه على التصرف بجرأة أكبر، مقارنة مع علماء الأحياء النمطيين أو التقليديين. درس الخواص الفيزيائية للسيتوبلازم، وسعى إلى تطوير نظرية حيود الأشعة السينية في الأجسام اللولبية، قبل أن يتحول إلى دراسة تركيب الحمض النووي دنا، في مختبر كافندش في كيمبرج، تحت إشراف لورنس براغ الذي كان قد حاز على جائزة نوبل عام 1915.

استخدم كريك تعبير "المبدأ المركزي" ليلخّص الفكرة القائلة بأن المعلومات الجينية تنتقل بين الجزيئات الكبيرة في اتجاه واحد: من دنا إلى رنا إلى البروتين.

ساهم في وضع أسس البيولوجيا الجزئية، مميّزا بين أشياء ثلاثة: المادة موضوع البحث، والطاقة اللازمة، وتدفّق المعلومات. وقد ركّز على العنصر الثالث: المعلومات.

كان عام 1951 حاسما في حياة كريك عندما تعرّف إلى جيمس واطسُن، الذي كان عندئذ شابا في الثالثة والعشرين. وفي عام 1953 اقترح الباحثان التركيب اللولبي المزدوج للجزيء الوراثي دنا DNA؛ ثم اقترحا نظرية عامة لبناء الفيروسات الصغيرة. بحث كريك بعد ذلك في مسألة تكوّن الجنين، ثم سعى لفكّ تشفير الكودة الجينية، وكيفية تنظيم دنا في الكائنات الراقية. وتركزت أبحاثه فيما بعد على بيولوجيا الأعصاب وعلى الوعي الانساني.


حصل كريك على العديد من الجوائز، وأهمها جائزة نوبل في الفسيولوجيا/الطب، التي منحت له عام 1962بالاشتراك مع واطسن وموريس وِلكنز، تقديرا لكشفهم تركيب الحمض النووي، دنا، الذي يحمل الصفات الوراثية للكائنات الحية. وكانت روزَلِند فرانكلِن شريكتهم في تحقيق هذا الإنجاز، لكنها كانت قد توفيت عام 1958، قبل منحهم الجائزة.

من الطريف أن المنزل الذي سكنه كريك مع عائلته يدعى اللولب الذهبي، إشارة الى التركيب اللولبي لدنا. وقد وُصِف كريك بأنه عالم حتى الممات؛ إذ كان يحرر بحثا علميا وهو على سرير الموت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق