Powered By Blogger

الاثنين، 28 مايو 2012

الكسَندَر فْلِمِنغ – مكتشف البنسلين 1955 – 1881

Alexander Fleming

شخصيّات علميّة (6)

م. سائد مدانات

يمكننا، بلا مبالغة، أن ندّعي أن الدواء الذي اكتشفه فْلِمِنْغ قد أنقذ حياة مئات الملايين من البشر. وقد استحق على ذلك جائزة نوبل في الطب / الفسيولوجيا عام 1945 بالاشتراك مع فلوري وتشين، اللذين عملا على تطوير اكتشافه.

ولد فلمنغ في اسكتلندا، درس أولا في معهد البوليتكنيك الملكي في لندن ثم غيّر اتجاهه ليحذو حذو شقيقه الأكبر ويدرس الطب. وأصبح مساعد بحث ثم أستاذا في علم البكتيريا في جامعة لندن عام 1928.

أثناء مشاركته كطبيب في معارك الحرب العالمية الأولى داخل الأراضي الفرنسية، شاهد جنودا عديدين يموتون بسبب التهاب جراحهم وتعفنها. وكانت المطهرات المستخدمة تؤذي جسم المريض وجهازه المناعي أكثر مما تؤذي البكتيريا المسببة للالتهاب. وقد نشرت له المجلة الطبية لانسِت أثناء الحرب مقالا يفسّر فيه هذه الظاهرة؛ فالمواد المطهرة تقتل البكتيريا الجيدة المفيدة التي كان بإمكانها أن تساعد الجسم في محاربة البكتيريا المسبّبة للالتهاب. ورغم ذلك واصل أطباء الجيش استخدام المطهرات في علاج الجروح.

اكتشاف يتحقق بفضل الإهمال والصدفة

أجرى فلمنغ بحوثا كثيرا ونشر نتائجها في المجلات العلمية. وفي عام 1923 اكتشف انزيما يدعى ليسوزايم. وفي عام 1927 كان فلمنغ يجري تجارب على بكتيريا المكوّرات العنقودية. وأصبح معروفا كباحث خبير في هذا المجال. لكنه أيضا كان يُتّهم بسوء الترتيب في المختبر. في آب من عام 1928 غادر فلمنغ وعائلته في إجازة الصيف. وترك عدة أطباق زرع فيها البكتيريا على زاوية رفّ في مختبره. وعندما عاد من إجازته لاحظ أن أحد الأطباق قد تلوث بالفطريات، ولفت نظره أن البكتيريا المجاورة للفطريات قد ماتت. واصل تجاربه على هذا الفطر، وهو من جنس البنسليوم، وأطلق على إفرازاته القاتلة للبكتيريا، اسم البنسلين.

بيّنت تجاربه التالية أن البنسلين يقتل البكتيريا موجبة الغرام، كالتي تسبب الالتهاب الرئوي والدفتيريا والحمى القرمزية والسحايا، لكن ليس البكتيريا السالبة الغرام، مثل المسببة للتفوئيد.

في عام 1929 نشر خلاصة اكتشافه في المجلة البريطانية لعلم الأمراض التجريبي، دون أن يحظى باهتمام كافٍ. واصل تجاربه، وواجه صعوبات في تنمية الفطر، وفي الحصول على كميات كافية من البنسلين، ما جعله يعتقد أن هذه المادة لن تكون مهمة في علاج الالتهابات. ولم تنجح التجارب على المرضى نظرا لوضع البنسلين سطحيا، على الجروح، وليس عن طريق حقنه في الجسم.

بعد عشر سنوات، وبعد أن يئس فلمنغ من انتاج بنسلين نقيّ وفعال ووافر، بدأ باحثان من اكسفورد يجريان تجارب لانتاج البنسلين بكميات كبيرة، ودفعت الحرب العالمية الثانية الحكومتين الأمريكية والبريطانية إلى دعم هذه الأبحاث ماليا.

في عام 1945 شارك هذان الباحثان: هوارد فلوري، وارنست شين، شاركا فلمنغ في جائزة نوبل في الطب تقديرا لهديتهم الرائعة للإنسانية: البنسلين. لقد غير البنسلين وجه الطب. وتبعه اكتشاف وتصنيع مضادات حيوية كثيرة.

في عام 2000 اعتبرت 3 مجلات سويدية بارزة أن البنسلين هو أهم اكتشاف خلال الألف سنة الماضية. وقدرت إحداها أن البنسلين قد أنقذ حياة 200 مليون انسان. وأخيرا نذكر أن بريطانيا قد كرّمت فلمِنغ مؤخرا إذ وضعت صورته على الورقة النقدية من فئة خمسة جنيهات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق