Powered By Blogger

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

هموم الصيف: المروحة والمكيّف


ه العرب اليوم، ملحق الناشئة، العدد 4، 5 آب/أغسطس 2012حسام مدانات، التقيت صديقي أبا نايف الذي أعهده نشيطا مرحا، فإذا به يبدو مهموما متعبا متألما. وبادرني بتوضيح السبب: لفحة هواء قوية سببها المكيف. وتابع محتدا: لم يبق فرد من عائلتي إلا وأصيب بنزلة صدرية أو لفحة هواء بتأثير هذا الشيطان، لكن لا أحد في المنزل يستغني عنه مع إطلالة أول الأيام الحارة. وليس هواؤه البارد هو آفته الوحيدة، وإنما الهواء الملوث والمعفن الرائحة الذي ينفثه أيضا. والمفارقة المضحكة المبكية أن التدفئة في الشتاء تسخن المنزل والمكتب إلى 24 درجة. وفي الصيف نشغل المكيّف بمجرد أن تصل الحرارة الداخلية إلى 24 لنخفضها إلى 20 أو 19! إن مناخ بلادنا رائع ومثالي. وهو بلا شك ألطف من مناخ معظم أجزاء الجزيرة العربية أو أواسط العراق وجنوبه. وتحسدنا شعوب شمال أوروبا وكندا على دفء بلادنا وشمسها. ولعل أسوأ ما نعرّض له جسمنا هو أن نحرمه من التعرض للبرد وللحر من وقت لآخر ليحافظ على قدرته على التكيّف والتحمّل. إننا نرفض أن يصبح أطفالنا ضعفاء وعاجزين عن تحمل أي تغير في الطقس. وهذه هي الإساءة التي نرتكبها بحقهم باللجوء إلى التدفئة المبالغ بها وإلى التكييف. ولا ننسى الكلفة العالية للتكييف، وخاصة مع ارتفاع اسعار الكهرباء، فالمكيف الذي قدرته كيلو واط واحد يعادل خمسين لمبة من لمبات توفير الطاقة. وهذا طبعا عدا عن ثمن المكيف نفسه وتكاليف صيانته. وقد تكون المروحة أقل بلاء، لكن من البديهي أن المروحة تسخن الغرفة (الطاقة الكهربائية تتحول إلى طاقة حركية ثم حرارية)؛ وهي لا تبرد إلا من يتعرض لتيار هوائها مباشرة، بسبب تسريع تبخر العرق عن جسمه. فهل من حل مقبول ومنطقي؟ ربما. مثل ارتداء ملابس خفيفة ملائمة. وما رأيكم بالثوب أو الدشداش، فهو الأنسب لبلادنا؟ أو انتعال الصندل بدل الحذاء المغلق صيفا؟ وما رأيكم بحظر ارتداء البذلة وربطة العنق صيفا؟ (كما فعل رئيس وزراء اليابان قبل بضع سنوات). ولعل الإدارة الجيدة لنوافذ المنزل تفيد في الغاء الحاجة للمكيّف. ففتح النوافذ ليلا وإغلاقها نهارا، وحجب اشعة الشمس بواسطة الستائر أو الأباجورات من الوسائل الفعالة. وكإجراء بسيط وفعال، ما رأيك في بل رأسك وجسمك بالماء بين الفينة والأخرى! برّد جسمك. بدل تبريد المنزل. ودفّئ جسمك بملابس مناسبة شتاء بدلا من محاولة تدفئة المنزل نفسه. فالمنزل بجدرانه وأثاثه ليس بحاجة للتدفئة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق