Powered By Blogger

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

مغامرات أبي سطام في وسائل النقل العام


العرب اليوم، ملحق الناشئة، العدد 3، 8 تموز / يوليو 2012حسام مدانات، انتقل أبو سطام من بلدته الصغيرة إلى عمان العاصمة ليرافق أبناءه الذين دخلوا الجامعة واحدا تلو الآخر. وكانت صورة عمان في السبعينيات ما زالت هي العالقة في ذهنه، عندما كان جميع الناس يركبون باصات النقل العام بقرش، أو السرفيس بقرشين. وكان ركوب التكسي رفاهية استثنائية. بعد أسبوع من إقامته في عمان، قرر أبو سطام أن يرافق زوجته وولديه الصغيرين ، يوم الجمعة، إلى حدائق الملك عبدالله، ورغم إلحاح زوجته، فإنه أصرّ على أن يستقلوا الباص. فهم ليسوا على عجلة من أمرهم؛ كما أن ركوب التكسي مكلف حسبما يذكر. وبعد انتظار ساعة تحت شمس حارقة، وبعد مرور باصين تجاهلا وجوده وإشاراته لهما، أشفق عليه الباص الثالث وتوقّف. جهز أبو سطام النقود المعدنية، الفراطة، وصعد الجميع. سأل السائق عن الأجرة، وظن لوهلة أنه لم يسمع جيدا. أعاد السؤال وجاءه الرد صارما واضحا: ديناران. دفع الأجرة وجلس منذهلا. لم يجرؤ على أن يطلب من عائلته أن ينزلوا من الباص ليأخذ تكسي بعد كل هذا الانتظار. فالتكسي من شارع وصفي التل إلى الحدائق لن يكلف نصف هذا المبلغ. ولم يفهم كيف أن أجرة الباص للراكب الواحد داخل عمان تكلف قدرالأجرة من مجمع رغدان إلى السلط. شعر أبو سطام أنه سُرق، اغتصب. وتساءل كيف يسكت سكان عمان على هذا النهب؟ بعد ذلك، لم يدهشه أن يعلم أن شركات النقل العام في عمان تعاني من عجز وخسائر. فمن يسرقون الناس لن يتورعوا عن سرقة الشركة التي يديرونها أو يعملون فيها. وتذكّر أنه عندما درس في فرنسا في السبعينيات، كان يشتري بطاقة شهرية (كارت أورنج/ثمنها 3 دنانير) ليركب قدر ما يريد في الباصات وقطارات المترو. فهل تجار السيارات هم أصحاب القرار في البلد، ويعملون بكل الوسائل ليشتري كل مواطن سيارة، بدلا من المعاناة في باصات النقل العام وتحمّل كلفته الباهظة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق