Powered By Blogger

الاثنين، 30 أبريل 2012

طرق مبتكرة للإخفاء

حقق العلم والتكنولوجيا للبشرية أحلاما كبيرة وكثيرة. لكن طاقية الإخفاء التي أثارت خيالنا في قصصنا الخرافية القديمة وفي قصص عالمية متنوعة مثل "الدكتور جيكل ومستر هايد"، أو أفلام هاري بوتر، ما زالت، كما يبدو حلما بعيد التحقيق، أو لعله ليس بذلك البعد.

الواقع أن مساعي حثيثة تبذل في مختلف مراكز البحث في العالم لابتكار وسائل الإخفاء. وقد ابتكرت بالفعل عدة تقنيات منذ سنوات في هذا الاتجاه. فاين نحن الآن من طاقية الإخفاء.

نستعرض فيما يلي بايجاز بعض التقنيات التي تخفي الأجسام بشكل أو بآخر. وهي تتوزع على عدة أنواع ذات مبادىء مختلفة: جعل الجسم شفافا كالزجاج، أو جعل الجسم يندمج ويضيع في الوسط المحيط به، كما في عملية التمويه؛ أو ابتكار مادة تحني أشعة الضوء بحيث ترى ما خلفها ولا تراها هي نفسها، أو أية تقنية أخرى تجعلك ترى ما هو خلف الجسم ولا تراه.

 التمويه في الطبيعة: إحدى وسائل الإخفاء البسيطة أن تجعل شكل الجسم وألوانه تماثل الخلفية أوالمكان الذي يوجد فيه. وهذه الوسيلة تتوافر في الطبيعة منذ ملايين السنين، وتطبقها حيوانات ونباتات عديدة. يشاع عن الحرباء أنها تغير لونها ليماثل لون ما يحيط بها. ويفوقها في ذلك عدد من الحشرات التي لا تكاد تميزها عن أجزاء النبات المحيطة بها.

وقد قلد الإنسان هذه الخدع، خاصة الجيوش التي تغطي دباباتها بغصون الشجر، أوتجعلها بلون التربة، أوتلبس جنودها ملابس مبرقعة تشبه اشجار الغابة.




 جسيمات دقيقة تحني الضوء تخيل مادة لا تعكس أشعة الضوء الساقطة عليها، ستقول إذن أنها سوداء اللون. فاللون الأسود لا يعكس الضوء. لكن تخيل ايضا أن هذه المادة تحني أشعة الضوء القادمة من خلفها بحيث تصل الى عيني المشاهد. أي أنك ترى ما هو خلفها، وكأنها غير موجودة، أو كأنها خفية.

ويجري جون بندري من الكلية الملكية في لندن، أبحاثا لابتكار ما يطلق عليه اسم الجزيئات الأسمى (ميتامتيريال) وهي جسيمات صغيرة تقاس بالنانومتر، وتمتص الأشعة الساقطة عليها ثم تعيد توجيهها حولها بحيث نرى ما خلفها.

 الطائرة الشبح –: كما في الطائرة الأمريكية Stealth التي لا تكشفها اشعة الرادار، وهي مطلية بطلاء خاص يمتص موجات الرادار فلا تنعكس عنها ولا تكشفها أجهزة الرادار.

 التصوير والعرض: إنها خدعة بسيطة وناجعة لإخفاء أي جسم تريد. وتتلخص في وضع كمرات خلف الجسم تصور المشهد الواقع خلفه مباشرة، ثم تعرض هذه الصورة فورا على شاشات تغطي السطح الأمامي للجسم. أي أنك بكل بساطة تشاهد ما يقع خلفه، وكأنّ الجسم نفسه غير موجود.

طبقت هذه التقنية مؤخرا على السيارات. وتنوي شركات صانعة للطائرات تطبيقها أيضا بحيث يبدو قاع الطائرة وكأنه شفاف أو غير موجود. إذ تزود الطائرة بكمرات تصور ما تحتها، ثم توضع شاشات على أرضية الطائرة من الداخل بحيث تعرض الصورة الملتقطة للأرض في الأسفل. فيتوهم راكب الطائرة أن أرضية الطائرة شفافة فهو يشاهد فعلا سطح الأرض تحتها.

عباءة الإخفاء الزلزالية
طوّر علماء رياضيات في جامعة مانشستر نظرية تتعلق بتقنية تشبه "طاقية الإخفاء، من شأنها أن تحمي البنايات من الزلازل.

عمل فريق وليَم بارنل على الجوانب النظرية من تقنية "عباءات" الإخفاء. وقد بيّنوا أن تغطية بعض مكوِّنات هياكل البناء بمطاط مضغوط يمكن أن تجعل الأمواج الزلزالية القوية عاجزة عن "رؤية" البناء، فتمر من حوله.

وهذه هي أحدث تقنية في الحَجب والإخفاء– وهو أسلوب يخفي كيانا مادياً ويجعله غير منظور للأمواج، سواء أكانت ضوئية أم صوتية أم زلزالية.

وقد ثبت نظرياً أن للتغطية بالمطاط تأثيرا حاجبا عن نوع معين من الموجات. ويجري العمل على تحويل هذه النظريات إلى استخدامات عملية. كما أظهرت الأبحاث إمكانية السيطرة على اتجاه الأمواج وسرعتها. وهذا أمر مهم، لأننا نريد أن نوجّه مثل تلك الأمواج في سياقات متنوعة، خاصة في التطبيقات النانوية، كما هو الحال في الإلكترونيات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق