Powered By Blogger

الجمعة، 13 أبريل 2012

حَصادُ القَرْنِ العشرين-العلوم الأساسية والتكنولوجيا- مقدمة المحرر أ.د.هُمَام غصيب

من صفوة ثمار مطابعنا في العلم والتكنولوجيا:


المنجزاتِ العلميّة والإنسانية في القرن العشرين
المجلد الثالث

التحرير والمراجعة والإشراف: أ. د. هُمام غصيب
مقدّمة المحرّر

وأخيراً يصدرُ هذا المجلّد الذي انتظرناه طويلا. وهوالثالث والأخير في هذا العمل الموسوعيّ التنويريّ. ويسلّط الضوء على أهم منجزات القرن العشرين في العلوم والتكنولوجيا. وكان المجلّدان: الأوّل ( العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة: تحرير: أ. د. فَهمي جَدعان)؛ والثّاني (الأدب والنّقد والفنون: تحرير: أ.د. محمد شاهين) قد صدرا عامي 2007 و 2008 على التّوالي.

والمشروع مدين – في المقام الأول – لثلاثة أقطاب ذوي رؤية نافذة وعزيمة ماضية: الأستاذ الدكتور فهمي جدعان، صاحب الفكرة، والمشرف العام على المشروع؛ ومعالي الأستاذ ابراهيم عزّ الدين، الذي تبنى الفكرة من دون أدنى تردد أو تحفظ، باسم مؤسسة عبد الحميد شومان، وكان مديرَها العام آنذاك، وأقبل على تنفيذها بكل همّة؛ ومعالي الأستاذ ثابت الطاهر، المدير العام للمؤسّسة منذ عام 2003، الذي أحيا المشروع بعد بيات وسبات، ورعاه بحماسةٍ ومحبة حتى رأى النور.

وقد أعفاني الأخ والصديق الأستاذ الدكتور فهمي، في مقدمته الضافية، من مؤونة الحديث عن فلسفة المشروع، وأهدافه، وتاريخه، والتحديات التي واجهته. وتكرم فأشار إلى بعض ما قلته غير مرّة عن هذا المشروع الجليل؛ وعلى وجه التحديد، حين أُشهر في مؤتمر صحافي قبل ستّ سنوات. والحق أنها كانت سنواتٍ خصبةً مثيرة تلك التي نسقنا فيها العمل وهندسناه وتابعناه – معالي الأستاذ ابراهيم عز الدين، ومعالي الأستاذ ثابت الطاهر، والأستاذ الدكتور فهمي جدعان، والأستاذ الدكتور محمد شاهين، وكاتبُ هذه السطور – حتى شبّ عن الطوق وتجسّد في هذه المجلّدات الثّلاثة الأنيقة.

أما دوري في هذا المجلّد، فكان على النحو الآتي:

- اخترتُ الموضوعاتِ والكُتّابَ بعناية فائقة. بدأنا بستّةِ موضوعات. لكن، بعد تقليب النّظر واستشارة عددٍ من الزملاء، انتهينا إلى ثلاثةَ عشرَ موضوعا. وكان لا بد من عمليّة إنقاذٍ لعدد من الموضوعات، بعد اعتذار بعض الكُتّاب المكلَّفين، وتلكّؤ بعضهم الآخر، وعدم إتقان العمل أحيانا. وأخصّ بالذكر هنا ( العلوم الطبيّة) و(التكنولوجيا). ويلاحظ القارىء أن فصلَيْ (التكنولوجيا) و(تكنولوجيا النانو) كُتبا باللغة الإنجليزيّة؛ ثم تُرجما إلى العربيّة.

- حرّرْتُ المادة أولا بأول، لدى تسلّمها. واقتضى ذلك مني ليس فقط التصويبَ اللغويّ، والعناية بالترقيم والمصطلحاتِ العلميّة، وما إلى ذلك؛ وإنما أيضا إعادة الصياغة في كثير من المواضع، سعيا وراءَ الوضوحِ والسلاسة والطلاوة. وفي المراحل المبكّرة من المشروع، استعنتُ بمهارات الأَخَوَين الأستاذ حيدر جميل مدانات والمهندس حسام جميل مدانات، قبل أن يأتي دوري. أما في المراحل المتأخّرة، فقد استعنت بالمهندس حيدر عبد المجيد المومني، الذي نظر ببراعة في بضعةِ فصول. كما أعاد صياغة الترجمة التي وردتني من الأستاذ الدكتور وهيب الناصر لفصلي (التكنولوجيا) و(تكنولوجيا النانو). فالشّكر – كلّ الشّكر – لهؤلاء الزملاء الأربعة على جهودهم الخيرة، التي وفّرت عليّ الكثيرَ من العَنْتِ والمعاناة في هذا المشروع الضخم. وكان عليّ أن أقرأ المخطوط – بعد كل هذا – أكثرَ من مرة، وأن أُعمل قلمي الأحمرَ في عمليّة تحريريّة مُضنية لتوحيد المصطلحات – ما أمكن – وتوحيد اللغة العلميّة ورفع مستوى الكتابة العلميّة؛ على أمل أن يكون النِّتاجُ النهائيُّ قدوةً تُحتذى في هذا المجال.

- كذلك، راجعت المخطوط مراجعة دقيقة؛ من حيث المحتوى (في الموضوعاتِ التي أعرف عنها شيئا!)، والكلماتُ والأسماءُ الأجنبيّة، والمعلومات والحقائق الواردة. وهذا اقتضى الرجوع – على مدى عشراتِ الساعات – إلى مواقع إلكترونيّة عِدّة.

- أشرفتُ على عمليّة الإنتاج بقدر الإمكان؛ كذلك، على الاتّصالات مع الكُتّاب وسائر المساهمين في هذا المجلد. فالهاجس كان – منذ البداية – "صناعة الكِتاب"؛ وليس فقط وضع مادّته.

- أدرتُ الموائدَ المستديرة الثماني والمحاضرتين العلميّتين {عن (المعلوماتية) و(التكنولوجيا)}، التي عُقدت في مؤسسة شومان، لمناقشة موضوعاتنا، كلٍّ على حدة، مع المختصّين والمهتمّين. وكانت هذه مناسباتٍ لا تُنسى؛ من حيثُ الأداءُ الرفيع للكُتّاب المحاضرين، وتجاوبُ الحضور، والإثارةُ العلميّة التي أنعشتْنا وأنارتنا.

لا أريد أن أُجْمِلَ مادّةَ المجلّد؛ فأظلمَ الكتّابَ وموضوعاتِهم. فها هي الثورات العلمية التي زلزلت المعمورة في القرن الماضي ومهّدتْ لقرننا الحالي؛ ها هي تتبدّى بكل رونقها وبهائها؛ سطراً بعد سطر، وصفحة بعد صفحة، وفصلا بعد فصل.


لقد عايشتُ هذا المشروع التنويريّ وعايَشَني سنواتٍ طوالا؛ حتى أصبح جزءا من كياني. وانطلقتُ من المادة المتميّزة التي قدّمها الكُتّاب الأفاضلُ كي نخلصَ إلى مجلّدٍ رفيعِ المستوى، يمكن أن يشكّلَ مرجعا في مجاله للقارىء العام، والطالب الطموح؛ وحتى لأهل الاختصاص. وآملُ أن يصبحَ هذا العملُ نموذجاً يقتدى به في الكتابة العلميّة العربيّة، وفي التحريرِ العلميّ المتقَن.

وما كان هذا العمل ليُنجَزَ لولا تضافرُ جهودٍ وكفاءاتٍ متعدّدة، فالشّكر الفائق أولا للكُتّاب الذين قدّموا مادّة يُعتزّ بها. والشّكر موصولٌ أيضا لمؤسّستنا الرائدة، مؤسسة عبد الحميد شومان؛ ممثلةً بمعالي الأستاذ ابراهيم عز الدين، الذي رعى المشروع وهو بعْد نبتةً غضة، ومعالي الأستاذ ثابت الطّاهر، الذي دفع به في السّنين الأخيرة الصّعبة حتى أينع وأثمر. ولا أنسى طاقم المؤسّسة؛ وأخصُّ بالذكرِ الأستاذ عبد الرّحمن المصري، الذي تابع ونسّق باقتدار، ومعه الفاضلة ناديا عثمان. كذلك، أشكر من ساهم في التحرير: المهندس حيدر عبد المجيد المومني، والأستاذ حيدر جميل مدانات، والمهندس حسام جميل مدانات؛ وفي الترجمة: الأستاذ الدكتور وهيب الناصر، والمهندس حيدر المومني. وأُنوّه بجهود الأستاذ الدكتور ابراهيم الناظر في متابعة الفصول الثلاثة المتعلقة ب (التكنولوجيا الحيوية) وتنسيقها. وأخيرا، وليس آخرا، أزجي كلمة شكر خاصة للشابّات في دار أزمنة للنشر والتوزيع، اللواتي تجاوبن معي في أدقّ التفصيلات، ولم يشعرن بأي مللٍ أو كلل من تصويبِ الأخطاء، المرّة تلو المرّة.

بقي أن أتمنّى للقارىء العربيّ العزيز ساعاتٍ طوالاً من المطالعة المنيرة المثيرة المفيدة، وهو يمخرُ عبابَ (المحيط) الذي بين يديه؛ انطلاقا نحو آفاق علميّة أبعدَ وأعرض وأعمق، بعونِ الله وتوفيقه.

هُمَام غَصيب
قسم الفيزياء/كُليّة العلوم
الجامعة الأردنيّة
عَمّان في 27/7/2011

نعتذر لقراء "العرب اليوم" الأعزّاء، ونعتذر للأستاذ الدكتور هُمام غَصيب، عن عدم مقروئية النص الذي حملته صورة الغلاف الخلفي للمجلّد الثالث من حصاد القرن، الذي قدّمناه في صفحتنا هذه يوم الجمعة 6 نيسان. نورد اليوم النصّ الكامل لمقدّمة المحرّر لهذا العمل العلميّ الموسوعيّ. وسيكون لنا بالتأكيد عودٌ لعرض بعض ما احتواه هذا المجلّد من كنوز العلم والتكنولوجيا.
1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق