Powered By Blogger

الخميس، 26 أبريل 2012

أعظم الاختراعات وأكثرها تأثيرا

م. سائد مدانات

لو طلبنا منك عزيزي القارىء أن تختار، من بين آلاف الاختراعات التي نراها من حولنا، أفضل عشرة اختراعات تعتقد أنها أفادت البشرية وكان لها أكبر الأثر في تحقيق رفاه الإنسان، لا شك أنك ستجد نفسك أمام مهمة صعبة ومحيرة. قد تبدأ بكتابة أسماء عشرات الاختراعات ثم تعود لتختار من بينها ما تراه الأهم. ثمّ تتذكر فجأة اختراعات أخرى مهمة كنت قد سهوت عنها.

على أية حال، لنفرض أنك توصلت الى تحديد قائمتك هذه. ثم طلبت الأمر نفسه من أحد أفراد عائلتك أو من صديق. فهل تعتقد أنه سيتوصل الى قائمة مماثلة. وبالأحرى ماذا ستكون نسبة الأشياء المتشابهة بين القائمتين؟ لا شك أن ربة البيت تفضل اختراعات منزلية مثل الثلاجة والغسالة، في حين أن أطفالك سيختارون الألعاب الالكترونية مثلا.
تعرض عدة مواقع على الانترنت قوائم عن أعظم الاختراعات عبر التاريخ، أو في القرن العشرين، أو خلال عام 2011. وقد تكون القائمة نتيجة استبيان لعينة من الناس، أو أنها تعبر عن رأي من أعدّها. وفي الحالتين تلاحظ تنوعا وتباينا كبيرين.

أحد المواقع يذكر أفضل خمسة اختراعات: المطبعة، والتلفاز، والانترنت، والآلة البخارية والطائرة. وموقع آخر يعدّ أفضل اختراعات القرن العشرين: آلة الاحتراق الداخلي، والمصباح الكهربائي، وحبوب منع الحمل، والغسالة، والألياف الاصطناعية، والبنسلين، والمحرك النفاث، والهليكوبتر، والرادار، وفرن الميكروويف، والتصوير الملون.
لكن ماذا عن السينما، التلفزة، المسجل، الفيديو، الحاسوب، الإنترنت، الليزر، التصوير الطبي بالأشعة السينية والرنين المغناطيسي، عمليات زرع الأعضاء،...؟



الانسان مخترع منذ وجد

تجلّت عبقرية الانسان وإبداعه عبر العصور، التي يطلق عليها علماء الآثار تسميات مثل: العصر الحجري، أو النحاسي، أو البرونزي، أو الحديدي. إذ إياك أن تعتقد أن دماغ الانسان المعاصر أكبر أو أقدر من دماغ الانسان الأول الذي عاش في الغابة مثلا، وتدبّر أمره رغم كل الصعوبات.

فالأسلحة التي صنعها الانسان الأول من حجارة الصوان ليصطاد طرائده مثلت اختراعا حيويا، وبالمثل فيما يتعلق بالرمح والقوس والسهم. وعندما استقر الانسان وفلح الأرض كان المحراث والفأس والمنجل اختراعات رائعة وفّرت الغذاء للرجل وعائلته. وتطلّب الاستقرار وبناء البيوت استخدام مواعين وأدوات منزلية متنوعة، فابتكر الانسان الفخار والزجاج واستخلص المعادن وطحن الحبوب بالرحى وعرف كيف يشعل النار ليطبخ طعامه وليصنع خبزه. فصناعة الخبز تعدّ اختراعا عبقريا. إذ كيف اختار الانسان القمح من بين آلاف النباتات، ثم فكر في طحنه ثم عجنه ثم خبزه في أفران متنوعة.

ويخطر بالذهن عشرات الاختراعات القديمة: العَجَل، العَتلة، الإبرة، البكرة، الحذاء والملابس، المرآة، سرج الحصان، والصناعات الغذائية مثل الأجبان.

من الصين الى العصر الحديث

يحق للصين أن تعتز باختراعات محورية في حضارة البشر. ونذكر أنه خلال افتتاح الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، قُدّمت عروض راقصة تمثل أربعة اختراعات صينية مهمة:
البوصلة: وكانت أداة أساسية في الملاحة، وقد اخترعت عام 1040،
ملح البارود، اخترع في القرن التاسع الميلادي.
الورق اخترع في القرن الثاني الميلادي.
الطباعة: ظهرت في الصين في القرن التاسع، قبل غوتنبرغ الألماني بستمئة سنة.
كما اخترع الصينيون الحرير والخزف الصيني، أو البورسلين، وآلات متنوعة.




الاختراع يولّد الحاجة

تسجل في العالم سنويا آلاف براءات الاختراع، ومعظمها في أمريكا، وأوربا، واليابان. ولكن أيضا في دول أخرى ناهضة مثل الصين والهند وكوريا. اعتدنا أن نقول: الحاجة أمّ الاختراع. فهل أن الانسان بحاجة الى كل هذه الاختراعات. الجواب الأرجح هو لا! لكن المخترعين والشركات التي تتبنى هذه الاختراعات وتصنعها وتسوّقها تعتقد أن الاختراع نفسه يولّد الحاجة اليه.

أخيرا يخطر بالذهن أن نذكر أسوأ الاختراعات، أو تلك التي تتمنى لو انها لم تتحقق. ومن ذلك معظم الأسلحة المدمرة، خاصة القنبلة النووية، التي تخزّن منها الدول العظمى ما يكفي لتدمير العالم بأكمله.

هناك تعليقان (2):