Powered By Blogger

الأحد، 8 أبريل 2012

بلديّات بيئية: مبادرات تُغيّر المدن

حسام جميل مدانات

هل يمكن أن تقوم البلديات بمهامّ أكثر من جمع القمامة وفرض الرسوم والضرائب وجبايتها؟ لا شك أن الإجابة هي بالإيجاب. وهذا ما يجري في فرنسا منذ ست سنوات، حيث تقام مسابقة بين البلديات لاختيار أفضل 20 مبادرة تهدف إلى تحسين حياة سكانها والتسهيل عليهم.

تقيّم المبادرات حسب مدى تحقيقها للتنمية المستدامة والتجديد والابتكار، وتعطى الجوائز مكافأة لنقاط أربع: الحاكمية، أي أسلوب إدارة المجتمع المحلي؛ والترابط الاجتماعي، أي مدى إدماج وتكامل مختلف الفئات مثل الأطفال والمعوقين والمسنين والوافدين والفقراء؛ والتنمية الاقتصادية والعمرانية والمواصلات ؛ وأخيرا البيئة، وتشمل إدارة الماء والطاقة والمساحات الخضراء والتنوع الحيوي.

وقد نشرت المجلة الفرنسية "هذا يهمّني" في عددها 369 نتائج هذه المسابقة لعام 2011. ونستعرض فيما يأتي إنجازات بعض المدن الفائزة، لعلّ وعسى بلدياتنا تقتدي بها وتقوم بمبادرات مشابهة.

- الخضار من حديقة البلدية، مْوان – سَرتو Mouans-Sartoux

قررت البلدية أن تنتج المدينة حاجات مطاعم المدارس (تقدم وجبات مجانية لكافة الطلبة) من الخضار والفواكه العضوية، أي غير المعالجة بالمبيدات والأسمدة الكيماوية، وبما يكفي اثني عشر الف طالب. يذكر أن عدد المزارعين في هذه الدائرة (المحافظة) قد تراجع كثيرا ولم يعد انتاجهم يكفي المطاعم المحلية. استغلت البلدية أرضا مساحتها 40 دونما، وتقع قرب مركز المدينة. المهم في الأمر أن طلاب المدارس يقطفون بأنفسهم الخضار التي سيتناولونها في وجبة الغداء في المدرسة. وقد وظّفت البلدية مزارعا لزراعة الأرض، مع الاستعانة بالطلاب من وقت لآخر. يغطّي الانتاج حاليا ثمانين بالمئة من حاجة طلاب المدارس من الخضار. أما الفواكه فيجب الانتظار بضع سنوات.
وهذا يثير في النفس ذكريات الحديقة المدرسية، التي كانت تدرّب طلبتنا على فنون الزراعة.
- الترام – القطار يوفر الوقت والجهد، مُلوز Mulhouse



رغم أن هذه الوسيلة المبتكرة من النقل قد طبقت في المانيا منذ بضع سنوات، فهذه هي المدينة الأولى التي تطبقها في فرنسا. وتقوم فكرتها على استخدام وسيلة نقل واحدة تقوم بدور القطار والترام أو الترامواي الذي يسير في شوارع المدينة.

وهذا الانجاز ليس سهلا من الناحية التقنية. فالقطار يتطلب تيارا مترددا بجهد قدره خمسة وعشرون الف فولت. بينما يسير الترام بتيار مباشر جهده 750 فولتا. هذا عدا عن اختلاف السكة التي يسير عليها كل منهما.

على أية حال، فقد أمكن التغلب على هذه الصعوبات ولم يعد المواطنون بحاجة الى الانتقال من القطار الى الترام أو الباص، فالقطار الترام نفسه ينقلهم من الضواحي الى المدينة ثم يتجول بهم في شوارعها حتى يصل بهم الى مركزها.

وهكذا استغنى 8000 شخص عن سياراتهم، ووفر هذا عليهم 70% من كلفة المواصلات، واختصر من الزمن الضائع في التنقل 10 - 20 دقيقة. وبالطبع خفّ الازدحام وأزمة السير في شوارع المدينة. يجدر بالذكر أن هذا المشروع قد كلف 150 مليون يورو.

- طولوز: عملة ورقية محلية!

أصدرت البلدية أوراقا نقدية تصلح للشراء والدفع داخل المدينة فقط، ولأغراض بيئية. فالمواطن يمكنه أن يشتري بها مثلا تذكرة للباص، لكن ليس البنزين لسيارته الخاصة. كما أنها مخصصة لشراء المنتجات العضوية والمنتجة محليا، مما يشجع هذه المنتجات ويسوّقها بشكل أفضل بين المواطنين.



- صالون دو بْروفَنس : الأطفال يفرزون نفايات مطعم المدرسة.

بعد فترة تجربة خلال 2010، طبقت عدة مدارس تجربة تربوية وبيئية جيدة، وهي جعل الطلبة يفرزون بقايا وجباتهم في مطعم المدرسة، بحيث يضعون المواد العضوية في حاويات خاصة. وبالمثل للمحارم الورقية والعلب البلاستيكية. ثم يرتّبون الصحون والأكواب الزجاجية في مواضعها. والخطوة التالية هي استغلال المخلفات العضوية في ركن من ساحة المدرسة لانتاج الغاز الحيوي والسماد.

ومن المبادرات الأخرى، باختصار نجد:

- توزيع أدوات توفير استهلاك الماء والطاقة على المنازل، في شالون سير ساون.
- تقليل النفايات، ومن ذلك العودة لاستخدام فوط قماشية قابلة للغسل في حضانات الأطفال، في أنجيه.
- سيارات كهربائية دون سائق في لاروشِل.
- تدفئة مئة منزل من طاقة المجاري، في نانتير.

Ca M’interesse No. 2011 No. 369
P 40-44

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق