Powered By Blogger

الأحد، 8 يناير 2012

عرض كتاب: لماذا العلم ؟

تأليف : جيمس تريفيل
ترجمة: شوقي جلال

سلسلة " عالم المعرفة "، العدد 372 شباط/فبراير 2010.
عنوان الكتاب بالإنجليزية: Why Science? By James Trefil, 2008
لعل عنوان الكتاب وموضوعه يأتيان في مكانهما المناسب هنا، للإجابة على تساؤل قد يطرحه البعض: لماذا صفحة العلوم والتكنلوجيا هذه؟

في النبذة الموجزة الواردة على الغلاف الأخير للكتاب، نجد العبارات التالية:

- نحو مواطنين مثقفين علميا....
يعني هذا الكتاب بتعليم العلم لغير المشتغلين بالعلم... ليكونوا مؤهلين لممارسة الديمقراطية، فالديمقراطية لا تستقيم في مجتمع تسوده أمية علمية، بينما نواجه قضايا قومية وعالمية تكتسب - أكثر فأكثر- أبعادا علمية وتقنية.
المؤلف أستاذ جامعي للفيزياء وهو معني بتبسيط العلم وجعله عنصرا أساسيا في الثقافة العامة.

يتضمن الكتاب اثني عشر فصلا، ومن عناوينها:

- محو الأمية العلمية
- المعارف الأولية العلمية
- النضال التاريخي من أجل تعليم العلم
- أهداف تعليم العلم
- خط أنابيب البحوث
- طريق الأفكار الكبرى الى المعارف الأولية العلمية





لغة الكتاب بسيطة وأسلوبه ممتع، وتتخلله حكايات ونوادر وأمثلة وتساؤلات، من قبيل:

- في حين أن طلبة الكليات العلمية في الجامعات يدرسون مساقات أدبية وثقافية عامة فلماذا لا يدرس طلبة الكليات الأدبية مواد علمية وتقنية بهدف ترسيخ الثقافة العلمية لدى الجميع؟ (الصفحة 85).

- كيف تتباين نظرة المواطنين العاديين والساسة ورجال الأعمال تجاه العلم مقارنة بنظرة العلماء والمعلمين؟

تقدر الفئة الأولى العلم لأنه السبيل لتحقيق مكاسب اقتصادية وتعزيز صحة البشر، بينما العلميون يرون أن العلم شيء ندرسه لذاته ( ص. 142) فالبحوث العلمية الأساسية تتلخص في عبارة : المعرفة من أجل المعرفة ( ص. 146).

- يبرز الكاتب صدمة المجتمع الأمريكي بسبب السبق الذي حققه الاتحاد السوفياتي في غزو الفضاء عام 1957، وكيف انطلقت فورا ثورة علمية بلغت ذروتها في هبوط الأميركان على القمر في أواخر عقد الستينيات (ص. 176).

بقي أن نشير الى هنات ومآخذ على الترجمة، فهي تفتقد الدقة والسلاسة في مواقع عديدة. وهي تقع في الزلل أحيانا عندما يتعلق الأمر بمعلومة علمية بحتة. ففي الصفحة 113 مثلا نصادف خطأين قاتلين. وردت عبارة : " الاشعاع المغناطيسي الذي يتراوح طول موجته ما بين 4000 و 8000 ذرة". أعتقد المترجم أن A في الأصل الانجليزي تعني ذرة (Atom) بينما المقصود انغستروم، وهو وحدة قياس أطوال الموجات الكهرومغنطيسية. ويساوي جزءا من مئة مليون من المتر. ( والكلمة تكريم للعالم السويدي الذي يحمل الاسم نفسه)

وفي الصفحة نفسها نقرأ: " ان الضوء يمكنه أن يمضي بسرعة 100 ميل في الغلاف الجوي من دون أن يمتصه الجو" وبالطبع فإن سرعة الضوء تقارب ثلاثمئة الف كيلو متر في الثانية وواضح أن المقصود هنا هي مسافة 100 ميل". ولحسن حظ المترجم، فإن الكتاب لا يتضمن الكثير من مثل هذه المعلومات العلمية المتخصصة.


لن أحاول تفسير حصول أخطاء كهذه في ألفباء العلم، رغم خبرة المترجم ( عضو المجلس الأعلى للمعهد العالي العربي للترجمة ...) ورغم مرور الكتاب بمراحل مراجعة وتدقيق وتحرير. لكن هذا، بكل أسف، هو واقع الترجمة العلمية لدينا، فالأخطاء تحصل حتى في المفردات الأساسية! ورغم هذا، تبقى هذه السلسلة من أفضل ما يصدر بالعربية ومن أكثرها تنوعا وأجدرها بالاقتناء، خاصة لمعقولية سعرها ( 75 قرشا في الأردن). ( بإمكان القارىء المهتم أن يحصل على أعداد سابقة من هذه السلسلة من عدد من المكتبات في عمان. وهذا مؤشر مؤسف على ضعف توزيعها).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق