Powered By Blogger

الأحد، 8 يناير 2012

عندما تتحول شبكية العين الى شاشة عرض

تخيل أنك تجلس مع أفرالد عائلتك، وكل منكم يشاهد قناة تلفازية مختلفة لوحده، دون أن يرى ما يشاهده الآخرون. تماما مثلما يستمع كل شخص الى اغنيته المفضلة بواسطة سماعة يضعها على أذنيه.

إنها فكرة جريئة، بل مجنونة، حيث نستغني عن شاشة العرض، وتصبح شبكية العين نفسها هي الشاشة التي تعرض عليها الصور. يسعى لتحقيق هذه الفكرة الفلكي الفرنسي بيير فِدو Fedou. وقد اعتمد في ذلك على تقنية كان قد طورها مرصد باريس، وتدعى البصريات التكيفية Optique adaptative حيث تقوم مجموعة مرايا بالغة الصغر، ويتحكم بها الحاسوب، بالغاء تاثيرات الغلاف الجوي على الأشعة الواردة من جرم سماوي، فتصبح الصورة الملتقطة نقطية وواضحة. أي أن المرايا تحوّل المشهد الضبابي، والذي يغطي مساحة معينة، الى صورة نقطية حادة.
انطلاقا من هذه التقنية، تساءل فدو: ماذا لو عكسنا هذه العملية؟ ماذا لو حولنا صورة نقطية الى مشهد واسع؟ وهكذا يمكن تشكيل صورة أو صور فيديو متتالية، واسقاطها على شبكة العين مباشرة.

تستخدم لهذا الغرض أشعة ليزر ضعيفة، بحيث لا تضر بالعين. لكن لا بد بالطبع من إجراء تجارب مكثفة حتى نضمن عدم تأثر العين إذا تعرضت لها لفترة طويلة. وقد تمت بالفعل تجربة هذه التقنية بنجاح على صورة واحدة. لكنها تقنية ما زالت في بداياتها، إذ يجب مثلا أن لا تتعدى أبعاد مجموعة المرايا 5مم حتى تمر الإشارة الواردة منها بأكملها عبر بؤبؤ العين، بينما لا تقل أبعاد مجموعة المرايا الحالية عن 2سم. وهذا هدف غير سهل، إذا علمنا أن عدد المرايا اللازمة نحو 200 مرآة، يجب ترتيبها ضمن دائرة قطرها 5مم.

Science ET Vie Avril 2011-10-04
p 51

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق