Powered By Blogger

الثلاثاء، 5 مارس 2013

العلم يشك والقضاء يبتّ: الخلوي يسبب سرطان الدماغ

كتب المحرّر العلميّ، العرب اليوم، 5/3/2013 هل يحق للقضاء أن يبتّ ويحكم في أمر يدخل في مجال العلم، دون أن يكون العلم قد توصل إلى قرار موثوق فيه؟ موضوعنا هنا هو تساؤل مضى عليه عدة سنوات، منذ انتشر استخدام الهاتف الخلوي وأدمن البعض عليه لدرجة جعلته لا يفارق أذنه. والتساؤل هو: هل يمكن للخلوي أن يسبب سرطان الدماغ؟ الواقع أن العلم ليس واثقا بعد من وجود علاقة بينهما؛ لكن القضاء الإيطالي اعتبر موجات الخلوي سببا ممكنا للسرطان؛ وقرر مؤخرا وجود علاقة وثيقة بين الخلوي والأورام الدماغية، حسب حكم أصدرته محكمة التمييز الإيطالية في شهر تشرين الثاني من العام الماضي 2012. اتخذ هذا الحكم لصالح موظف كانت طبيعة عمله تحتم عليه وضع الخلوي على أذنه اليسرى طوال ساعات دوامه حتى يكتب المعلومات التي يتلقاها بيده اليمنى. استمر في عمله هذا طوال 12 سنة. وفحأة ظهر ورم حميد في الدماغ بجوار الأذن اليسرى. بدت العلاقة قوية بين هذا الورم واستخدام الخلوي. واعتمد القضاة أيضا على نتائج توصل إليها باحث سويدي اسمه Lennart Hardell، وأكد فيها على مثل هذه العلاقة. في ايار الماضي اعتبر المركز الدولي لبحوث السرطان أن موجات الخلوي تشكل مصدر خطر ممكن على الإنسان. وحكمه هذا غير قطعي لعدة أسباب: أولها غياب التفسير الواضح لهذه العلاقة، وثانيها أنه لم يمضِ على استخدام الخلوي بعد وقت يكفي لإعطاء أحكام موثوقة، وأخيرا أن ظهور الأورام الحميدة أو السرطانية على السواء يستغرق وقتا طويلا عادة. يتهم البعض شركات الاتصالات الخلوية القوية والمسيطرة عالميا بأنها تستغل نفوذها لتبرئة الخلوي وموجاته من تهمة التسبب بالأورام، أو على الأقل لتأجيل إعطاء حكم بوجود علاقة بينهما. على أية حال، يبدو أن القضاء الإيطالي قرر أن لا ينتظر أكثر من ذلك، معتبرا الشك لصالح المصاب. ويبقى العلم ملتزما بشكه. Science Et Vie 1/2013 P 34

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق