Powered By Blogger

الثلاثاء، 5 مارس 2013

لماذا ينقطع الإتصال بالخلويّ داخل الأنفاق؟

المحرر العلمي، العرب اليوم، 5/3/2013 لعل السؤال الأحرى بالإجابة هو كيف تتمكن موجات الهاتف الخلوي من اختراق الجدران؟ وبالمثل فيما يتعلق بموجات الراديو، أي الإذاعة؟ نعلم أن هذه الموجات كهرمغنطيسية، مثلها في ذلك مثل الضوء العادي وأشعة إكس وأشعة غاما... فلماذا يعجز الضوء العادي عن اختراق الجدران بخلاف موجوات الراديو، رغم كونهما من طبيعة واحدة؟ إنها مسألة تردد إن ما يميز نوعا من الموجات الكهرمغنطيسية عن نوع آخر هو التردد، أي عدد الذبذبات في الثانية، وكذلك ،بالنتيجة، طول الموجة، فالتردد وطول الموجة مرتبطان، إذا كبر تردد أشعة معينة صغر طول موجتها. نعلم أن كل مادة تتكون من ذرات. والنموذج الذي نقبله للذرة هو أنها مكونة من نواة تدور حولها الكترونات. وحين تسقط أشعة الضوء العادي على سطح جدار مثلا، فإن الالكترونات في الجدار تمتص طاقة هذه الأشعة وتأخذ بالتذبذب بنمط معين، يعتمد على نوع مادة الجدار. وفيما يتعلق بموجات الراديو والخلوي، فهي ذات تردد أصغر بعشرة آلاف مرة من تردد الضوء العادي، وهذا التردد يختلف كثيرا عن تردد الالكترونات في مادة الجدران. لهذا السبب، فإن موجات الراديو لا تكاد تعطي شيئا من طاقتها إلى الالكترونات في الجدار، بل إنها تخترقه محتفظة بمعظم طاقتها. لكن إذا كان الجدار مصنوعا من الاسمنت المسلح، أي الذي يحتوي على قضبان من الفولاذ، فإن الجدار لا ينفذ موجات الراديو؛ والسرّ في ذلك هو أن الالكترونات في الفولاذ تكون حرة الحركة وتمتص طاقة الموجات إلى درجة تجعلها تتشوش أو تضعف كثيرا. وهذا يفسر انقطاع الاتصال تحت نفق أو تحت أية منشأة مبنية من الاسمنت المسلح. Science Et Vie 1/2013 P 126

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق