Powered By Blogger

السبت، 16 مارس 2013

نيزك (مذنب؟) تنغسكا عام 1908

كتب المحرر العلمي، العرب اليوم، 19/2/2013 صباح يوم الجمعة الماضية، 15/2، تابع العالم أخبار انفجار نيزك فوق منطقة تشيليابنسك، في جبال الأورال الروسية، مسببا 1500 إصابة، أحدثت معظمها شظايا الزجاج المتناثرة نتيجة الانفجار. لا نريد هنا تكرار ما ورد في وسائل الإعلام عن هذا النيزك، وإنما سنعرض لحادث أضخم بكثير حصل في روسيا قبل 105 سنوات. المكان: شمال شرق بحيرة بايكال، قرب نهر تنغسكا في سيبيريا، في الساعة السابعة من صباح 30 حزيران 1908. ظهر في السماء عمود متحرك من الضوء الأزرق الساطع وبعد عشر دقائق سمع صوت انفجار عنيف حطم زجاج المنازل وأسقط الناس على الأرض. وسجلت محطات الرصد الزلزالي موجات تعادل ما يصدر عن زلزال شدته 5 على مقياس رختر، واضطرب الضغط الجوي فجأة في أوربا بأكملها. شهادة أحد السكان: يقول سِمِنوف: كنت قرب بيتي (على بعد 65 كم جنوب موقع الانفجار). فجأة شاهدت السماء تنشطر إلى قسمين في الشمال وظهرت ألسنة نار فوق الغابة. شعرت بحرارة شديدة لم أحتملها. وفجأة سمعت انفجارا شديدا قذفني بضعة أمتار إلى الخلف. فقدت الوعي برهة، ثم هرعت زوجتي نحوي وقادتني إلى داخل البيت. توالى صوت الانفجارات، ورافقتها رياح حارة أحرقت بعض المحاصيل حول البلدة. لم يثر سقوط هذا النيزك اهتماما عالميا في ذلك الحين، فالمنطقة التي سقط فيها كانت منطقة غابات نائية وشبه خالية من السكان. ولم تصل المنطقة أي بعثة استكشافية حتى عام 1921، حين اقنع الجيولوجي ليونيد كولِك السلطات السوفياتية بالسماح له بهذه الرحلة الاستكشافية، ممنّيا اياهم بأن النيزك سيوفر كميات كبيرة من الحديد. رغم مرور 13 سنة على الحادث في ذلك الحين، إلا أن أشجار المنطقة كانت ما تزال محترقة. وقد تبين لاحقا أن مساحة الدمار 2150 كم²، وطول المنطقة 70 كم، من الشمال للجنوب. وفي عام 1938 أشرف كولك على إجراء مسح تصويري جوي للمنطقة؛ لكنه لم يكشف عن وجود فوهة كبيرة مكان سقوط النيزك المفترض. ويعتقد الآن أنه بعد دخول هذا النيزك جو الأرض، سخن ثم انفجر على ارتفاع 6-10كم، وتقدر سرعته، كما هو حال النيازك التي تدخل جو الأرض بشكل عام، ب 11كم/ث، أي 000 40 كم/ساعة. ينضغط الهواء أمام النيزك المندفع، ويسخن كثيرا، فينحرق النيزك أو ينفجر. ويقدر أن نيزكا قطره 10م ينتج انفجارا قدره 20 ألف طن، أي ما يعادل انفجار القنبلة الذرية التي القيت على نغازاكي في اليابان عام 1945. أما نيزك تنغسكا، فيقدر أن قوة انفجاره بلغت بضعة ملايين طن. في عام 2007 لاحظ فريق ايطالي من جامعة بولونيا وجود بحيرة صغيرة في المنطقة، ويعتقد انها تشكلت من سقوط قطعة من النيزك قطرها متر واحد. نيزك أم مذنب في عام 1930 اقترح الفلكي البريطاني ويل أن انفجار تنغسكا نتج عن مذنب يتكون من جليد وغبار. ويحتمل أنه قد تبخر كلية بعد اصطدامه بجو الأرض. ويقترح آخرون أن الانفجار نتج عن جزء من مذنب، ارتد عن الغلاف الجوي ثم تابع مداره حول الشمس. كما طرحت عدة فرضيات أخرى: مثلا أن السبب هو مذنب يحتوي على الدوتيريوم، وهو نظير الهيدروجين، قد سخن لدرجة أحدثت اندماجا نوويا بين ذرات الدوتيريوم، فكأنما انفجرت قنبلة هيدروجينية. وتخيل البعض الآخر أن كتلة من ضديد المادة قد دخلت جو الأرض من الفضاء واندمجت مع المادة لتتحول إلى طاقة. واقترح آخر أن السبب هو انفجار 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي الذي تسرب فجأة من باطن الأرض في تلك المنطقة. أفكار وشطحات خيال غريبة للعلماء؛ لكن يبدو أن لا شيء مستحيلا؛ إلا أن فرضية النيزك، أو فرضية المذنب، تبقيان الأكثر احتمالا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق