Powered By Blogger

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

اكتشافات علمية تتحقق بفضل غوغل!

م. حسام جميل العرب اليوم، 4 / 12 / 2012 كيف يحقق الباحث، أو العالم، أو المستكشف، اختراعا أو نظرية أو قانونا أو كشفا علميا جديدا؟ قد يحصل ذلك صدفة، وهذا أمر نادر. وقد يمضي سنوات في التأمل والتفكير المجرد. وقد يجري تجارب عديدة في المختبر. وقد يجمع ملاحظات من الطبيعة، أو يجمع بيانات إحصائية ليوضح العلاقة بين متغيرين، كما في الكثير من البحوث الطبية والدوائية والاجتماعية والتربوية حاليا. لكن يمكنه أيضا أن يستفيد من بيانات ونتائج من سبقه: وهذا مثلا ما فعله كبلر عندما درس الكميات الهائلة من بيانات الأرصاد الفلكية التي قام بها تيكو براهي، فصاغ كبلر قوانينه الثلاثة في حركة الكواكب. مغارة علي بابا الحديثة والآن، لدينا الحاسوب والإنترنت ومحركات البحث التي توفر لك لحظيا كل ما انتجته حضارتنا من علم وأدب وثقافة، فكيف يمكن للباحثين استغلال هذه الثروة التي تكاد تكون لا نهائية في جهودهم البحثية؟ تقدم مجلة العلم والحياة الفرنسية في عددها لشهر تموز 2012 تحقيقا من 19 صفحة عن إبداعات وإنجازات مذهلة تحققت بفضل استغلال بيانات غوغل. وتحليلها اللحظي إحصائيا واستخلاص اية علاقات نرغبها فيما بينها. ومن هؤلاء عالم جينات اكتشف مؤخرا 4 جينات مرتبطة بسرطان الكبد، وعالم أعصاب حدد داخل الدماغ سببا محتملا للصداع النصفي ... يعالج غوغل يوميا 20 بيتا اكتت (هذه الوحدة تساوي عشرة مرفوعة للقوة 15)، أي ما يعادل عشرين ضعف المعلومات المخزنة لدى المكتبة الوطنية الفرنسية. تقدر كمية المعلومات المتراكمة منذ فجر الحضارة البشرية حتى عام 2003 ب 500 بيتا اكتت، لكننا حاليا ننتج هذا القدر من المعلومات كل يومين. والوصول إلى هذه المعلومات سهل ولحظي. وهذا قد أدخل البشرية في عصر جديد: عصر طوفان المعلومات. وبإمكان أي منا أن يستغل مغارة علي بابا هذه. لا شك أن قطاع التسويق والإعلانات كان أول من استغل هذه الإمكانيات الهائلة المتمثلة في 30 مليار وثيقة جديدة على فيس بك كل شهر، و 140 مليون رسالة يوميا على تويتر، و 20 رسالة نصية على الهواتف الخلوية كل دقيقة. ويجري تحليل تلقائي لهذه البيانات والاستفادة منها. وبالمثل فيما يتعلق بوكالة الأمن القومي الأمريكي مثلا، فهي قادرة على تحليل ما يعادل محتويات مليون مليون قرص صلب في كل ثانية. ولم يتوانَ البحث العلمي عن الاستفادة من هذا الكنز المعرفي والتحليلي. وفيما يأتي إيجاز لبعض الانجازات العلمية البارزة بفضل الانترنت. - الأمراض العقلية نفذ باحثان من جامعة كاليفورنيا مشروعا غريبا: جعلا الحاسوب يحلل كل ما تجمع على الانترنت من معلومات وابحاث في علم الأعصاب، ليحصلوا على روابط غير متوقعة بين أمراض عقلية وأجزاء معينة من الدماغ. كان البحث غريبا لدرجة أن محاولتهم لنشره باءت بالفشل 17 مرة قبل أن ينشر مؤخرا. أطلق على المشروع اسم brain SCAN. ولم تستغرق برمجته سوى اسبوع واحد. وستفيد نتائجه في توجيه البحوث المقبلة في هذا المجال. - اختراقات فلكية يهدف مشروع LSST في جامعة جورج – ماسون الأمريكية إلى توفير القدرة على معالجة 30 تيرا أكتت من المعلومات كل ليلة بدءا من عام 2016، التي سترد من مقراب قطره 8.4 م في تشيلي. ويكشف الفلكيون حاليا ما بين خمسة وعشرة اكتشافات جديدة أو غير متوقعة كل اسبوع، ويتلقى مشروع LSST كل ليلة نحو مئة الف معلومة تستحق انتباه المختصين. الكائنات البحرية فيما بين 2003 و 2006 ، أخذ كريغ فنتر آلاف العينات من ماء المحيط، من خلال مشروعه الذي يرمز له GOS. وكان قد استخدم غوغل ليحدد ما نعرفه عن جينوم الكائنات البحرية، وفوجئ بأن هذه المعرفة لا تتجاوز 15%. تتضمن البيانات المحصلة حاليا: إحداثيات موقع العينة، ودرجات الملوحة والحموضة والحرارة، والتحليل الجيني للكائنات الحية الموجودة في كل عينة. وسيضع المختصون فرضيات جديدة بناء على المعلومات المتراكمة السابقة وما سينتجه المشروع الحالي من بيانات. مشروعات أخرى باختصار: - تعلّم اللغة : صور "دِب روي" كل لحظة من حياة ابنه خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره، بهدف دراسة العلاقات بين تعلم اللغة والظروف المحيطة بالطفل. - الكيميائيات والأمراض يهدف المشروع BSrC إلى دراسة قرابة مليون مادة كيميائية وتأثيراتها على الصحة من خلال تحليل الكم الهائل من المعلومات المتوفرة على الانترنت. - الخريطة الصحية: طورت هذه البرمجية في مستشفى الأطفال في بوسطن منذ عام 2006. والمشروع قادر على كشف بداية أي وباء قبل أن تعلن عنه المؤسسات الرسمية المحلية أو الدولية بأيام أو حتى بأسابيع (كما حصل فيما يخص الكوليرا التي انتشرت بعد زلزال هايتي عام 2010). Science et Vie No. 1138

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق