Powered By Blogger

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

الطاقة المتجددة

د. يعرب قحطان الدُّوريyaldouri@yahoo.com اُستاذ مشارك في جامعة برليس – ماليزيا العرب اليوم، 4/12/2012 تشمل كلمة "الطاقة" كل ما يندرج ضمن: مصادر الطاقة، و إنتاج الطاقة، واستهلاكها، وأيضا حفظ مواردها. بما أن جميع المتطلبات الاقتصادية تتطلب مصدراً من مصادر الطاقة، فإن توافرها ومعقولية أسعارها هي ضمن الاهتمامات الأساسية في حياتنا. برز فرط استهلاك الطاقة في السنوات الأخيرة كعامل مسبب للاحترار العالمي، ما جعله يتحول إلى قضية أساسية في جميع دول العالم. إن الطاقة المتجددة (Renewable energy) هي التي تُستمد من موارد طبيعية تتجدد أو لاتنفد. وهي تختلف جوهرياً عن الطاقة التقليدية كالوقود الأحفوري من بترول وفحم وغاز طبيعي، أوالوقود النووي. كما لاتنشأ عن الطاقة المتجددة مخلفات كثاني أكسيد الكربون (ثاك)، أو غازات ضارة كالتي تفاقم ظاهرة الانحباس الحراري. تسمى الطاقة المتجددة أيضا "الطاقة المستدامة" أو "الطاقة الخضراء". مصادر الطاقة المتجددة أما مصادر الطاقة المتجددة فهي: المد والجزر، مساقط المياه، الرياح، أشعة الشمس، الطاقة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية. وأبرزها حالياً هي المنتجة في محطات القوى الكهرمائية المقامة على السدود العظيمة. تستخدم طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نطاق واسع في البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية. وقد تبنت عدة دول خططا لزيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة ليبلغ 20% من استهلاكها الإجمالي عام 2020. وفي مؤتمر كيوتو باليابان 1997، اتفق معظم رؤساء الدول علي تخفيض إنتاج "ثاك" في الأعوام التالية لتجنب التهديدات الرئيسية لتغير المناخ بسبب التلوث واستنفاد الوقود الأحفوري، بالإضافة للمخاطر الاجتماعية والسياسية للوقود الأحفوري والطاقة النووية. الآفاق المستقبلية يزداد مؤخراً الاستثمار والتجارة في الطاقة المتجددة، وتأسست شركات تعمل على تحويل الطاقات المتجددة إلى مصادر للدخل والترويج لها؛ على الرغم من وجود عوائق كثيرة تمنع انتشار الطاقات المتجددة بشكل واسع، مثل الكلفة العالية للاستثمارات المبدئية؛ إلا أن ما يقارب 65 دولةً تخطط حاليا للاستثمار في الطاقات المتجددة، وقد وضعت السياسات اللازمة لتطوير وتشجيع الاستثمار فيها. وقد ناقش منتدى الطاقة العالمي 2012 في دبي، آفاق النمو والتحول نحو اقتصاد أخضر، وما يرافق ذلك من عقبات؛ أهمها نقص الاستثمارات المرصودة. وجرى التركيز على ضرورة شراكة القطاعين العام والخاص في هذا المجال. يواجه العالم حاليا تحديات كثيرة أهمها: تأمين الكهرباء في ظل النمو السكاني، ومحدودية الموارد الطبيعية، وتفعيل التكامل والتعاون الإقليمي بين الدول المتجاورة، والاعتماد على الطاقة المستدامة البديلة، ودخول الاستثمارات الخارجية في مجال الطاقة إلى الدول الفقيرة لتأمين الكهرباء، وتلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة. إن هدف العالم الأسمى في هذا المجال هو تحقيق الطاقة الآمنة والمتاحة للجميع بناء على إقامة البنى التحتية المطلوبة، كضرورة ماسة لديمومة الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق