Powered By Blogger

الثلاثاء، 8 يناير 2013

السيارة بدون سائق... هل لها مستقبل؟


م. حسام جميل مدانات، العرب اليوم، 8/1/2013 لعل أول تساؤل يتبادر إلى ذهنك: ما الهدف من ابتكار سيارة بدون سائق؟ هل تؤدي غرضا أو تسد حاجة لا تفي بها السيارة العادية التي تحتاج إلى سائق؟ قد نجيبك بأن السلعة الجديدة عندما تطرح الأسواق، تخلق بنفسها الحاجة إليها. لكن أيضا يمكنك التفكير بحالات تفيد فيها السيارة دون سائق (ولنرمز لها اختصارا: س د س أو السدس). فهي ستفيد أي شخص عاجز عن القيادة أو لا يحسنها، وهي قد تستخدم كتكسي أو سيارة أجرة. وهي أيضا قد تكون أكثر أمانا إذا توصلنا إلى تطوير مثالي لقدرات الحاسوب الذي يقودها، وما يرتبط به من أدوات استشعار وإحساس، مثل كمرات الأشعة تحت الحمراء (ت ح)، والجبس (نظام التوضيع العالمي)، والرادار. لكن هذا ليس رأي كاتب مقال في مجلة العلم والحياة الفرنسية بعنوان: "السيارة بدون سائق: خدعة كبرى". تحدثت وسائل الإعلام عن سيارة " غوغل كار". وقد أبرزت وسائل الإعلام أخبارها في شهر آب 2012 بعد أن قطعت 12 سيارة منها 482000 كم خلال سنتين، دون أن تسبب أية حوادث. وهي من طراز تويوتا بْريوس، وأودي تي تي، المعدلة لهذا الغرض. وأصبح بإمكانها إذن أن تحصل على ترخيص قانوني بالسير في الطرق العامة، على الأقل في ولاية نيفادا، التي سنت في شباط 2012 قانونا يسمح لسيارات "سدس" بالسير في الطرق العامة. لا سائق، لكن مراقبان: لكن هذا لا يمثل القصة كاملة، فسيارات غوغل هذه كانت تحمل في الواقع مراقبين اثنين، أحدهما يراقب الطريق، والآخر يراقب الحاسوب، ويتولى القيادة عند الحاجة. فسيارة السدس لا تتصرف إلا تجاه أمور تمت برمجتها فيها مسبقا. لكنها قد لا تحسن التصرف إذا واجهتها ظروف طارئة مستجدة. وإذا حصلت حادثة لهذه السيارة، فإن القوانين الحالية لا تحدد المسؤول: هل هو مصمم برمجيات الحاسوب وأجهزة الاستشعار، أم هو صانع السيارة، أم الراكب؟ ويبدو لنا هنا أنه بدلا من السعي للاستغناء عن السائق، فإن الأجدر بنا أن نطور الأجهزة والبرمجيات التي تدعم السائق وتحسن الأمان. مثلا إذا شعر السائق بالنعاس وكاد يصطدم بالسيارة التي تتقدمه، أو كاد يخرج عن الطريق، فيمكن لأجهزة التحكم أن تتدخل فورا لتجعل السائق يصحو لتصحيح المسار، أو تضغط تلقائيا على المكابح حتى تتفادى الاصطدام بالسيارة التي أمامها. نشير هنا إلى أن السيارات تقتل سنويا 1,3 مليون شخص في العالم. ومعظم هذه الحوادث تسببها أخطاء بشرية. وهذا يعني أن بإمكان حاسوب السيارة أن يساهم بفعالية في الحدّ من هذه الحوادث. وتتمتع سيارة السدس بمزايا متنوعة ، مثل سرعة الاستجابة للظروف الطارئة. وهي قد تعالج مشكلة المواقف، إذ بإمكانها أن تنزل ركابها حيث يرغبون، ثم تتحرك لتصطف بعيدا. وتعود لهم فيما بعد. وكانت المفوضية الأوروبية قد دعمت مشروعا للعربة ذاتية القيادة، بما يعادل 800 مليون يورو، خلال الفترة 87 – 1995. وتسير منذ سنوات في شوارع روتردام، في هولندا، سيارة أجرة دون سائق؛ كما تجري عدة شركات صانعة للسيارات حاليا تجارب لتنتج كل منها سيارتها السدسية الخاصة، الذاتية القيادة. في المقابل نجد أن الاستغناء عن السائق مقبولا أكثر في القطارات الكهربائية، وفي الطائرات، حيث يقوم الطيار الأتوماتيكي بمعظم مهام الطيار البشري حاليا. فماذا يحمل المستقبل لنا في هذا المجال. لننتظر ونترقب. Science et Vie, Octobre 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق