Powered By Blogger

الثلاثاء، 8 يناير 2013

مخاطر الإفراط بالأدوية البيطريّة


المحرر العلمي، العرب اليوم، 8/1/2013 في عام 2011 قررت وزارة الزراعة الفرنسيّة السعي لتخفيض كمية المضادات الحيوية التي تعطى للمواشي والدواجن بنسبة 25% خلال السنوات الخمس القادمة. فما دلالة هذا القرار؟ وهل يبالغ البيطريون حقا في حقن الحيوانات بالأدوية؟ وهل تشكل هذه الممارسة خطرا على صحة البشر الذين يستهلكون منتجات الحيوانات ولحومها؟ وهل نعاني في بلدنا من وضع مشابه؟ وما رأي الأطباء البيطريين في ذلك؟ ثلاثة آلاف استخدام للأدوية البيطرية؟ تحتل فرنسا المرتبة الأولى في أوربا من حيث كمية الأدوية البيطرية المستهلكة؛ كما أنها في المرتبة الثانية على مستوى العالم. يقوم الأطباء البيطريون، وعددهم سبعة عشر ألفا، بوصف أدوية مصرح بها لقرابة ثلاثة آلاف حالة مرضية. ويوجد في فرنسا 44 مليون رأس من المواشي والأغنام والخنازير، و 212 مليون طير داجن. وهذه الحيوانات تستهلك 60% من الأدوية البيطرية، والباقي تحظى به الحيوانات المنزلية، التي تتوزع بين 10,6 مليون قطة، و 7,8 مليون كلب. أدوية الحيوانات أغلى من أدوية البشر: في عام 2010 وُجّه اتهام للإسباني البرتو كتادور، الفائز بسباق الدراجات عبر فرنسا، بأنه قد تناول منشطات محظورة. لكنه بُرّئ بعد أن تبين أن هذا المنشط كان موجودا في لحم ستيك العجل الذي يتناوله هذا الرياضي. الواقع أن أدوية كثيرة مشتركة تعطى للبشر والحيوانات على السواء. لكن مفعول دواء معين لدى الانسان قد يختلف عنه لدى الحيوان. فأحد الأدوية المنومة للبشر تثير شهية الأبقار للطعام. وحبّة براسيتامول، 500مغ، تكفي لقتل قطة. ولهذه الأسباب فقد حدد القانون البيطري الفرنسي لعام 1975 الأدوية البشرية التي يجوز إعطاؤها للحيوانات. ويلاحظ أن أدوية الحيوان أغلى من أدوية الإنسان عادة. فمضاد الحموضة للحيوان أغلى بثلاث مرات منه للإنسان. ومعظم أدوية القطط والكلاب الأليفة مرتفعة السعر، لأن أصحابها لا يمانعون في الانفاق بسخاء عليها. تخضع الأدوية البيطرية بالطبع لاختبارات تتعلق بالفعالية والتحمل والسمومية، وأيضا تحديد الكمية المتبقية منها في لحم الحيوانات المخصصة للذبح، أو في حليبها. وتنشأ مشكلة كلفة الأدوية البيطرية أيضا من جانب آخر: فالأدوية البشرية يعوض قيمتها التأمين الصحي، بخلاف أدوية الحيوان. ويلاحظ أن الضريبة على أدوية الحيوانات عشرة اضعاف قيمتها على أدوية البشر. ولهذا السبب يلجأ البعض لإعطاء حيواناتهم الأدوية البشرية الأرخص. مخاطر متنوعة: يقدر عدد الأمراض المشتركة بين الحيوانات والانسان بثلاثمئة مرض. ولا ننسى أن الطاعون كان ينتقل من الفئران إلى الانسان (بواسطة البراغيث)، لينتشر وباء عاما ويقتل الملايين. ومن الأمراض التي ينقلها الحيوان للإنسان: السلّ، والسعار (الكلَب). وفي السنوات الأخيرة عانينا من جنون البقر، وانفلونزا الطيور، وانفلونزا الخنازير، والسارس. هذا يعني بكلّ بساطة أن علينا أن نهتم بصحة الحيوان، حتى لا يصيبنا بالعدوى. ولهذه العناية جانبها السلبي أيضا، فإذا اكتسبت البكتيريا لدى الحيوان مناعة تجاه مضاد حيوي معين. فإن هذه البكتيريا نفسها قد تصيب الانسان، وتقاوم المضاد نفسه. ويلاحظ أن سوق المضادات الحيوانية قد ارتفع خلال العقد الماضي بنسبة 94%. لهذه الأسباب، تطالب وزارة الصحة الفرنسية بحصر استخدام المضادات الحيوية المهمة بالإنسان، لكن وزارة الزراعة من جانبها تحث على استخدام معقول للمضادات لدى الحيوان. وكانت المفوضية الأوربية قد أطلقت عام 2009 حملة توعية بهذا الخصوص، شعارها: الحيوانات والانسان: صحّة واحدة. Ca M’interesse 7/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق