Powered By Blogger

الثلاثاء، 8 يناير 2013

التنبؤ بالطقس لعشر سنوات قادمة


المحرر العلمي، العرب اليوم، 8/1/2013 لم نعد نستغرب نجاح الأرصاد الجوية في توقع الطقس لبضعة أيام، أو حتى أسابيع قادمة. لكن توقع الطقس في منطقة معينة بعد بضع سنوات، يبدو مبالغة لا تصدق، فهل يمكن أن يتحقق هذا الحلم؟ قبل 5000 سنة، ألّف الصينيون أول كتبهم عن الطقس. فهذا موضوع مهم منذ القدم، لأن حياة الناس، خاصة المزارعين، تعتمد عليه اعتمادا كبيرا. وتراكمت الخبرات لدى مختلف الشعوب في هذا المجال، لكنها كانت عادة تتعلق بوصف عام للطقس خلال فترات معينة من السنة: مثل تحديدنا لفترة "المربعانية" بناء على تراكم خبرات لآلاف السنين. لم نتقدم في مجال التنبؤات الجوية إلا بعد أن تطور العلم والتكنولوجيا، وبعد أن ابتكرنا أدوات وأجهزة لقياس عناصر الطقس، مثل المحرار (ميزان الحرارة) ومقياس الضغط (البارومتر) اللذين ابتكرا خلال القرن السابع عشر. ومن ثم تطوير العلوم النظرية مثل نظرية الجبهات الهوائية، التي صاغها فلهلم بيركنز عام 1921، وفرضية "تأثير الفراشة" التي اقترحها إدوَرد لورنز عام 1972 لوصف محددات توقعات الطقس. بين توقع الطقس وتوقع المناخ: نخلط أحيانا بين الطقس والمناخ، لكن الفرق بينهما بكل بساطة هو أن المناخ يتعلق بمساحة أكبر ولفترة أطول. وهكذا يمكننا أن نتحدث عن مناخ منطقة البحر المتوسط أو حتى عن الاحترار العالمي الذي يؤثر على "مناخ" كوكب الأرض. والغريب في الأمر أنه يمكننا أن نتنبأ بالمناخ العالمي بعد مئة سنة، باعتبار تأثير غازات الدفيئة، كما يمكننا التنبؤ بالطقس في منطقة معينة لأسابيع قادمة، لكن التنبؤ بالطقس لما بين هاتين الفترتين (100 سنة للمناخ وبضعة أسابيع للطقس)، ونعني بذلك توقع أحوال الطقس بعد سنة أو بضعة سنوات، كان يبدو حتى الآن مستحيلا. تقرير مجموعة الخبراء: ينتظر المعنيون باهتمام صدور التقرير القادم لمجموعة خبراء تطور المناخ (جيك) GIEC في أيلول 2013. سيتضمن التقرير فصلا بعنوان التنبؤ العشري – أي التنبؤ بالمناخ للسنوات العشر القادمة. ويتوقع أن يسدّ هذا التقرير الفجوة الحالية بين التنبؤ بالطقس لمدة أقصاها 3 أشهر، وبين التنبؤ المناخي الطويل الأمد، لخمسين سنة أو لمئة سنة قادمة. قد يحتجّ البعض بأن هذا التوقع المتوسط الأمد حاصل فعلا. فتقارير مجموعة جيك منذ الثمانينيات تتضمن منحنيات بيانية تمثل تطور المناخ العالمي خلال عشر سنوات أو عشرين سنة قادمة. لكن الواقع أن هدف تلك التوقعات كان فقط تقدير تأثير غازات الدفيئة، المتمثل في رفع درجة حرارة الأرض، وليس التنبؤ بتطور المناخ العالمي تنبؤا دقيقا، أو بوصف الطقس في منطقة معينة بعد بضع سنوات. المشكلة أن المناخ يبدو عشوائيا لدرجة كبيرة. ويستحيل أن نتوقع بثقة الاضطرابات التي تحصل في الجو، أو في المحيطات. وعلى أية حال، فإن مؤسسات الأرصاد الجوية في عدة دول قد بدأت بإعداد خرائط تنبؤات جوية لعدة سنوات قادمة. ففي فرنسا مثلا، ومنذ تموز 2012، تنشر على الانترنت خريطة لتطور المناخ خلال 20 و 40 و 60 سنة قادمة، وهي مفصلة لمناطق مساحتها 8 × 8 كم. كما تنشر تنبؤات للأشهر الثلاثة القادمة. تحققت هذه الانجازات بفضل تعاون عدة مؤسسات بحثية مرتبطة بالأرصاد الجوية الفرنسية. وقد نشرت الأرصاد الجوية البريطانية تنبؤاتها للطقس حتى عام 2021. وما علينا سوى أن ننتظر لنرى مدى دقة هذه التنبؤات. Science et Vie Octobre 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق