Powered By Blogger

الأربعاء، 13 فبراير 2013

لماذا تفوع الانفلونزا شتاء؟

حسام جميل مدانات، العرب اليوم، 5/2/2013 على الرغم من أني سمعت أكثر من طبيب ينفي أية علاقة منطقية بين البرد وكل من الانفلونزا والرشح، إلا أن الواقع يقدم عدة مؤشرات على وجود هذه العلاقة. لاحظ مثلا حصول عدة إصابات بانفلونزا الخنازير في الأردن خلال هذا الشتاء. كما تكثر حالات الرشح والانفلونزا مع حلول برد الشتاء. كلمة الانفلونزا إيطالية، وهي تماثل كلمة influence الانجليزية، بمعنى "التأثير". والاسم الايطالي في الأصل هو influenza del freddo أي تاثير البرد، على الرغم من أن الاعتقاد ساد في العصور الوسطى بأن هذا المرض ينتج عن تأثير الأبراج السماوية. وليس صحيحا أن أصل هذه الكلمة هو العربية ( أنف المعزة) كما يدّعي البعض. لاحظ أيضا أن كلمة رشح يقابلها بالانجليزية cold التي تعني أيضا "البرد". والانفلونزا والرشح كلاهما تسببه الفيروسات، إذن لا بد من فهم سلوك الفيروسات ومدى تأثرها بالطقس. تعزى كثرة إصابات الانفلونزا والرشح شتاء إلى عدة أسباب محتملة: أولها: أن حرارة الصيف، وأشعة الشمس الغنية بالموجات فوق البنفسجية، تضعف الفيروس أو تقتله، في حين أنه ينتعش في الشتاء لأنه يعيش فترة أطول على السطوح الباردة وينتقل بسرعة أكبر في البرد. والسبب الثاني أن الناس يميلون في فصل الشتاء إلى البقاء داخل البيوت وأماكن العمل، إضافة إلى أن هذه الأماكن تكون محكمة الإغلاق وسيئة التهوية، فيسهل انتقال العدوى من أي شخص مصاب يتصادف وجوده في الحيز المغلق. هذا ما يتعلق بالفيروس نفسه وتواجده. لكن يسهّل الإصابة بالمرض عوامل أخرى تتعلق بالانسان نفسه. وهنا نأتي للسبب الثالث، وهو أن البرد يضعف جسم الانسان، فهو يبطئ جريان الدم في الأوعية الدموية، كما يضعف نظام المناعة في الجسم، ويبطئ حركة الأهداب التي تبطن الرئتين وتنظفها من الشوائب والجراثيم. كما يميل الناس للركون إلى البيت وعدم ممارسة الرياضة شتاء، فيضعف الجسم بدرجة أكبر. والسبب الرابع المحتمل هو انخفاض فيتامين د في جسم الإنسان شتاء نظرا لانحجاب الشمس خلف الغيوم وبقاء الناس داخل البيوت. ونعلم أن أشعة الشمس تفيد في بناء هذا الفيتامين في الجسم. والسبب الخامس هو التأثير السلبي للبرد وللجفاف على الأغشية المخاطية في المجاري التنفسية، وهذه الأغشية تساعد عادة على طرد الغبار والجراثيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق