Powered By Blogger

الأحد، 29 يوليو 2012

لمحات طريفة من كتاب "محطة عمان في الأربعينيات من القرن العشرين كما عشتها وعرفتها"

د. موفق عادل (خزنة كاتبي)
دار المأمون للنشر والتوزيع، 2008
- كنت الجامعي الثاني من سكان المحطة (الطبّ من جامعة دمشق)، فقد سبقني بثلاث سنوات - وبحكم السن – أحمد فوزي (أمين العاصمة عمان) لدراسة الهندسة في بغداد. ص 2

- كانت عشائر الدعجة بأفخاذها المختلفة تنتشر في سهول ومرتفعات خنيفسة (الهاشمي الشمالي) وطبربور والنويجيس وماركا محيطة بالمحطة في شمالها وشرقها، والهملان والعبوس في جنوبها. أما الجهة الغربية – فيتوسع السهل ليكون حي الضباط، وكانت تملكه عائلة خورما.
وتتواجد في سهل ماركا الجنوبية عند حدود المطار مجموعة من عشيرة العبدالات.
في جزء من سهل ماركا الجنوبية تأسس في نهاية الأربعينيات نادي السباق.
كان السيل حتى قرب الرصيفة مليئا بشجيرات الدفلى والقصب وكان مأوى للذئاب والضباع والخنازير البرية. ص 7

- كان ابتداء الخط (الحجازي) من دمشق ثم الكسوة، حيث كانت قبل القطار تنطلق منها القوافل حاملة كسوة الكعبة المشرفة. ومن درعا ينطلق خط آخر إلى بصرى الشام، وخط إلى حيفا مارا فوق نهر اليرموك وسمخ وعين جالوت. ص 9
- أصبحت محطة درعا مدينة بكاملها، خاصة أثناء الانتداب الفرنسي، بسبب وجود كل أنواع البضاعة وتهريب الذهب والبضائع من عمان إلى دمشق، حيث كانت عمان "مفتوحة اقتصاديا" وكانت سوريا مغلقة جمركيا. ص 10
- كان فريد خزنة كاتبي هو مأمور محطة تبادل درعا. ص 11
- قبل دخول القطار محطة عمان يبدأ بالصفير الطويل ليعلم المنتظرون في المحطة أن القطار قارَبَ على الوصول. وهناك هدف ثان غير معلن لتلك الصفرة الطويلة هو أن تعلم زوجات الموظفين والعمال الذين هم في القطار القادم أن رجلهم قارب على الوصول لتحضر له الطعام ولتسخن الماء. ص 13
- يطلق اسم قطار البوسطة على قطارات الركاب المنتظمة التي تنقل البريد كذلك.
- استغلّ بعض السائقين أثناء الحرب العالمية الثانية وجود الفحم الحجري في المقطورة، فصاروا يهربون الذهب داخل أكوامه من عمان إلى درعا. ص 19
- صالونات الركاب على 3 درجات . ص 22
- عربة السرفيس (السرويس) هي شاحنة الخدمة، فيها غرفة لمأمور القطار ومساعديه والشرطي. وأخرى لموظف البريد، وثالثة لنقل البضائع الخفيفة. أما عربة الشحن، بين القاطرة والصالونات، فهي لنقل البضائع. ص 23.
- قطارات الشحن: غير منتظمة، لنقل الفوسفات أو المواشي. ص 26.
- النفق الوحيد يقع في نهاية وادي الرمم، أما خط درعا حيفا ففيه 7 أنفاق. ص 27
- قد يترك القطار شاحنات في الجيزة واللبّن والقطرانة، حيث كانت تلك البلاد تصدر كمية كبيرة من القمح. ص 31.
- قال لي أبي: " سلم على عمك الباشا" فسلمت عليه وقبلني، وقلت لأبي: هذا رجل مثلنا، فأجابني: هذا وجيه معان " حامد باشا الشراري".
- في أكثر بيوت المعانيين في عمان لا بد من وجود نبتة العطرة، يضيفون ورقها إلى الشاي.
- أثناء الحرب العالمية الثانية أنشأ البريطانيون خط سكة حديد عسكريا يصل معان برأس النقب. ص 34
- أثناء حرب (معركة) العلمين لاحظنا وصول جرحى بريطانيين واستراليين من درعا إلى عمان بأعداد كبيرة، حيث أفرغوا لهم المستشفى الايطالي. وقد أسر البريطانيون جراح المستشفى الايطالي ومديره د. تيزيو (تيزو). ص 39
- قطارات التابلاين: نقلت بواسطتها أنابيب النفط من حيفا إلى المفرق. والتابلاين هو خط لنقل النفط من الظهران إلى الزهراني جنوب لبنان. ص 40
- أثناء حرب 48 نسف السوريون الخط في الجولان.ص 41
- قطارات البرتقال: خلال 45-1946 كانت الشاحنات تأتي محملة بالبرتقال، فينقلونه إلى بيروت. وانتشر تناول البرتقال في عمان أكلا وعصرا. ص 41
- لاحظنا بعد 1946 حركة نقل كثيفة لمولدات كهرباء من معان، اشترتها شركة الكهرباء الأردنية من مخلفات الجيش البريطاني في شمال افريقيا. ص 42
- الترولي: تشبه السيارة، لنقل بضاعة تستلزم السرعة أو لنقل عدد محدود من الركاب، أو المهندس ومسؤول الهاتف لفحص الخطوط. ص 44
- الطرزينة: عربة لنقل عمال الهندسة (عمال الدريسة). ليس لها محركات بل تدفع باليد. ص 47
- المنطقة السكنية لموظفي السكة: لا تعطى المنازل إلا لموظفي الصنف الأول، ويتبعون سكة حديد فلسطين.
- كان خالد فوست يملك بيتا مخصصا استراحة للعمال. باع خالد كل أراضيه التي ورثها في الشميساني بثمن بخس، ليبني عمارة فوق منزله في المحطة. ص 51
- كنا نستعمل تنك البنزين الفارغ لزراعة الأزهار التي نحضرها من دمشق. وكان يقال أن الزهور، والفلّ خاصة، لا تعيش إلا في تنكة الزريعة. ولعل السبب هو أنها بحاجة للحديد، لتنمو جيدا. ولم يكن في عمان من يبيع أشتال الزهور.
- كان ينام على قرميد البيت أعداد كثيرة من الطاووس التي كان يربيها قائد الجيش البريطاني. ص 58
- كان رئيس القسم فلسطينيا من أصل يوناني، وكان بين فترة وأخرى يهدد بإجراء تنقلات بين الشوّاش على طول الخط، ويذهب بالترولي ليتفقد أمور العمل، ثم يعود والترولي ممتلئة بتنكات السمن والدجاج والبيض والجميد هدية له من الشواش. ص 69.
- كانت خزّانات شركة شِل فوق بيتنا، حيث كانت الصهاريج تأتي من حيفا وفيها الكاز والبنزين. وحدث أن حاول عامل يحمل فنارا (لارشاد سائق القطار) أن يفتح الفوهة ليسرق بعض البنزين، فاشتعل الصهريج وكان ذلك آخر الليل. ص 80
- في زاوية الساحة كان يوجد ماسورة ماء بقطر إنش وكان السكان يستقون منها. فكان السقايون يحملون تناكي الماء بعصا غليظة على الكتفين. ولم تكن إدارة السكة تأخذ ثمن الماء لكن السقائين كانوا يبيعونه تلقاء الحمل والنقل. وقد صار بعضهم وأولادهم من ذوات البلد. بجانب العنبر يوجد مراحيض للرجال والنساء، ما زالت تستعمل من زمن تركيا. ص 85
- كانوا يحضِرون الرمل الناعم من حيفا ثم استعاضوا عنه برمل صويلح، وكان السائق يضعه على السكة إذا تغطت بالثلج. ص 89
- كان من سكان الحي لطفي الكردي. تزوج إحدى بناته "رسيلا" شاب من ماركا هو سليمان الحافظ الذي صار وزيرا للمالية. وسكن الحي أيضا عبده نقاوة وكان من تجار سوق المحطة.
- ومن سكانه داود العبادي من ماحص. صار يخطب في مسجد المحطة. ومن أبنائه عبد السلام الذي صار وزيرا للأوقاف. كان محمد مامو سائقا للقطار، وهو كردي من تكريت. وكانت زوجته أم يوسف القابلة الوحيدة في المحطة. كانت تعطي قسيمة المواليد إلى المختار عبد الكريم الذي يوصلها إلى مديرية الصحة بخط لا يكاد يقرأ، مما سبب اشكالات فيما بعد. ص 100
- كان على الطالب في المرحلة الإعدادية والثانوية أن يلبس الحطة والعقال؛ وإلا فإن المدير حمد الفرحان يعيده إلى المنزل قائلا أن الحطة والعقال هما الباقيان علامة على الشرف العربي الضائع. وكان الأمير عبد الله وهو في موكبه غير الرسمي إذا رآى شابا دون غطاء الرأس يبعث وراءه لينصحه بأن كمال الانسان في غطاء رأسه. ص 107
- سكن الحي النجار جميل الترك، وزوجته أم أمل، وهي شركسية مطلقة، وابنتها أمل التي أصبحت فيما بعد المطربة طروب. لم يرزق جميل بأولاد، ورأيته في دمشق يستعطي الناس عند مسجد المولوية. ص 108
- سكن الحي محمد الكردي. أصبح ابنه صالح مديرا لسلاح الجو.
- كان المسحّر صدقة لا يتقبل المال أو الطعام، معتبرا عمله تطوعا من أعمال الخير. ص 110
- حي الضباط: أرض الحي يملكها شركسي من عائلة خورما. وكان لا يبيع الأرض وإنما يؤجرها بالأمتار المربعة. ثم صار هو وورثته يبيعونها بسعر 300 دينار للدونم بعد عام 1945. وهناك بيت محمد زعرور، صار ابنه تيسير مديرا لسلاح الجو. والضابط محمد سالم فوزي من ضباط الموسيقى؛ أصله من ليبيا، وصار ابنه أحمد أمينا للعاصمة.
- على الزاوية منزل سكنه الكثير من الضباط، منهم حابس المجالي، وكانت زوجته تضع لنا جرة الماء وفوقها الكيلة لنشرب عندما نلعب؛ وأيضا عبد الرحمن الجمل الذي صار قائدا للشرطة في عمان. ص 114-124
- البيت الأخير لعبد الجليل، وهو حجازي صاحب دكان وزوجته دمشقية. ترك لها زوجها ارثا كبيرا هي الأرض الواقعة فوق الملعب، والتي نزل فيها اللاجئون الفلسطينيون عام 1948. ورأيتها قبل 5 سنوات تطالب بالأرض قانونيا.
- كان جسر النشا حيث وجد مصنع لصنع النشا من القمح خلال الحرب العالمية الثانية. وكان مسلخ عمان يرمي فضلات المسلخ فتكثر الضباع والنسور، فيما أصبح يعرف بوادي الرمم. ص 124
- تجفّ مياه السيل في حزيران وتبقى بعض الحوامات، التي يسبح فيها الأولاد أو يصطادون السمك. ص 131
- كان النوَر يسلبون المارين المنفردين بين قصر المعتمد البريطاني (أصبح قصر الأمير الحسن) وحي الضباط. ص 133
- كان ملعب كرة القدم أحد معالم المحطة؛ وكانت تتدرب فيه فرق الأندية الأربعة: الفيصلي، الأردن، الأهلي، والهُمِنتمن. في عام 1941 حشدت قوات البادية في الملعب لتتوجه إلى العراق بعد ثورة رشيد عالي الكيلاني. وفي أواسط الأربعينيات أقيم فيه مهرجان رياضي لمدارس عمان. ثم امتدت اليه منازل اللاجئين الفلسطينيين. ص 135
- كان الاشتراك الشهري في النادي الفيصلي عشرة قروش. وقد شكلنا فريقا لكرة القدم في مدرستنا، كان من أعضائه مظهر خير وزيد حمزة. وكان استاذنا ومدربنا زاهي الشاعر، ومدرّس اللغة العربية سيف الدين الايراني. ص 142
- كان الفطبول يتألف من قسمين البراني والجواني، ونستخدم منفاخا له صمام ندعوه البلف من كلمة فالف. ص 144
- بساتين المحطة: بين عمان والمحطة، بين سفح جبل القصر الملكي وسيل عمان، كان أصحابها من نابلس: علي البلبيسي وكلبونة وحسونة والصراوي والوزني وحمدو الأنيس. وكانوا يبيعون إنتاجهم من الخضار وبعض الفوكه في السوق المركزي. زالت البساتين تدريجيا بعد 1948. ص 146
- كان عبده نقاوة، من أهل الشام، البائع الوحيد لجرّات الغاز. بنى فيما بعد بناء تجاريا في الجبل الهاشمي وصار الدوار هناك يعرف باسمه. ص 153
- يوجد ملعب للتنس خلف السوق، وهو خاص للانجليز وأصحابهم. ص 154
- يقال أن السوق الجديد ملك لجميل الصالح الذي كان له في آخر الأربعينيات سينما الأهلي، أول سينما في المحطة، وكان لها أوقات خاصة للنساء. ص 155
- يقع معسكر الجيش العربي بين السيل ومحطة سكة الحديد. كان الحاج حسن الجيرودي يدير الكنتين، دكان الجندي. حيث الأسعار مخفضة. والبيع ببطاقات مشتراة مسبقا. لكن حصل تقليد لتلك الدفاتر مما أثر في دخل صاحبه.ص 157
- سجن المحطة: كان السجن المركزي للإمارة. بنى مدير السجن حلمي الصبان، وهو دمشقي، له بيتا فخما. وقيل أنه استخدم المحكومين بالأشغال الشاقة في بناء البيت. ص 165
- كان في المحطة عام 1948 مسجدان. الفتح وحي المعانية، وكنيسة حي الضباط. ص 167
- حتى منتصف الأربعينيات كانت مدرسة الفتح (العسكرية) هي الوحيدة. كان عدد طلاب الصف الثالث ستة، نصفهم ذكور ونصفهم إناث. لم يكن للمدرسة آذن ينظفها، بل كان على الطلاب تنظيفها. كان من يتخرج من مدرسة المحطة في الصف الرابع يلتحق بالمدرسة العسبلية مقابل المدرج الروماني، إذا كان متفوقا.ص 176
- كان كل بيت يحفر جورة امتصاصية. وعرف السكان أن شجرة الكينا تبحث عن الماء وتمتصه فزرعت قرب هذه الجور. ولم تكن توجد مراحيض في حي التنك، فكانوا يقضون حاجتهم بجانب السيل، في مكان منخفض، ومنه كلمة الغائط وهو المكان المنخفض لقضاء الحاجة ( ومن ذلك بئر غويطة أي بعيدة القعر). ص 187
- وصلت الكهرباء إلى المحطة في أوائل الأربعينيات، وكنا قبل ذلك نستعمل لمبات الكاز نمرة 4، أو اللكس، ويعمل بالكاز ويشعل قميصه بالكحول. ص 190
- وكانت الشوارع تنار باللكس المرفوع على عمود. ص 194
- كان مراسل البريد يأتي مرة في الأسبوع. وكان لكل مسؤول هاتف في مكتبه أو منزله موصول بالمقسم (السنترال). لم يكن مأمور المقسم الليلي يهتم إلا بكبار المسؤولين، ولا يرد على غيرهم. وفي نهاية الأربعينيات، صار من الممكن لأي انسان في المحطة أن يمد خط هاتف إلى منزله ولكن بعد وساطة كبيرة جدا جدا جدا. ص 201
- استعمل الموظفون الكبار في السكة الفحم الحجري للتدفئة بواسطة صوبات، أو منقل يصنعه العمال من تنكة بنزين. ثم فقد الفحم عام 1944 فاستعاضوا عنه بالسولار للقطارات، والحطب للصوبات المصنوعة من الصاج. وكان سوق الحطب في ساحة الشابسوغ؛ واستعمل للطبخ بابور الكاز (أو البريموس السويدي الصنع). ص 202
- تكوّن مجتمع المحطة من طبقتين: كبار الموظفين من حيفا، والعمال من عمان ومعان. وكان الضابط مميزا بدخله عن الجنود.
- البست وزارة المعارف الطالبات الفقيرات زيا خاصا بقصد اعطائهن وجبة طعام وحليب. فصارت الطالبة الفقيرة تعاب. وبقي ذلك الزي عدة سنوات.
- كانت الكوليرا تقتل المئات. وكات تسمى الريح الأصفر وتنتشر صيفا بوجود الذباب.
- كان الأولاد يصيدون العصافير بالنقيفة. وهي عقفة من الشجر مربوطة بزوج من المطاط الداخلي لعجل السيارة. ص 212
- كانت ساحة المدرج الروماني المكان الوحيد تقريبا للاحتفال بالعيد، حيث تنصب المراجيح والدويخات.
- كانت سينما البتراء هي الوحيدة في عمان في أوائل الأربعينيات. وكان تعمل دعاية قبل شهر لأفلام العيد مثل زورو وطرزان. ص 242
- عام 1948 أنشأت وكالة الغوث أول عيادة صحية في المحطة. وكان الأطباء يفتحون عياداتهم حول المسجد الحسيني وفي شارع المهاجرين (طلال).ص 252
- عام 1947 سقطت طائرةعسكرية بريطانية في مطار ماركا. ولم تحترق أو تدمر. ص 268
- أقيم في ماركا عرض عسكري بمناسبة تتويج الأمير عبد الله بن الحسين ملكا على الأردن باسم ملك المملكة الأردنية الهاشمية. ص 270.
- كانت تحرق الثياب العسكرية القديمة في ساحة عين غزال كي لا يلبسها الأقارب. ص 270
- حصل حريق عظيم في منطقة عين غزال في منتصف الأربعينيات، في مستودع لوقود الجيش.
- بعد الحرب الثانية تأسست شركة الطيران العربية وتأسس مطار عمان المدني وسلطة الطيران. وكانت الطائرات ذات محركين. ص 271
- أضرب موظفو السكة بعد انتهاء الحرب العالمية مطالبين بزيادة رواتبهم بعد أن تأثرت بإجراءات التقشف أثناء الحرب. ص 272
- بعد 15 أيار 1948 ببضعة أيام أغارت طائرة على المطار البريطاني خطأ ورمت قنبلة هزت المحطة جميعها. بعد 3 أيام نصب الانكليز مدفعيتهم الضخمة المضادة للطائرات في أول ماركا. ص 283.
(عرض حسام جميل مدانات)
18/7/2012

هناك تعليق واحد: