Powered By Blogger

الاثنين، 9 يوليو 2012

عشر تجارب ستشكل مستقبلنا

م. سائد مدانات
العرب اليوم / 10/7/ 2012
صحيح أن المستقبل يبدأ منذ اليوم، منذ هذه اللحظة. لكن هل يعقل أن عالم الغد يعتمد على بضع تجارب محورية يجريها العلماء في مختبراتهم حاليا؟

ربما! فنحن نعلم أن عالم اليوم يحفل بأشياء لم تكن لتخطر لأجدادنا على بال. والمنجزات العلمية والتقنية الباهرة تفاجئنا كل يوم. فكيف سيكون عالم المستقبل؟ وما هي التجارب التي قد تجعله يختلف عن عالم اليوم؟

اختار د. بول بارسنز P. Parsons عشر تجارب جارية حاليا؛ وهو يعتبرها محورية وبالغة الأهمية في تحديد مستقبلنا غير البعيد:

1- آلة تصنع دنا البشر.
تجري التجارب الهادفة لإنتاج هذه الآلة في معهد MIT المشهور في بوسطن. وتعمل هذه الآلة كما يعمل الحاسوب في عملية النسخ واللصق (copy-paste). وإذا نجحت هذه التجارب، فإن طبيب المستقبل سيتمكن من التحكم في الحامض النووي البشري، دنا، للتعامل مع الأمراض الوراثية، ولجعل الجسم مقاوما للفيروسات الضارة مثل الهيف المسبب للإيدز. ويمكن زراعة الدنا في بكتيريا، وهذه بدورها تتكاثر وتعمل كما لو كانت مصنعا لانتاج الدنا المطلوب بالكميات التي نريدها. والواقع أن هذه التقنية قد قطعت خطوات كبيرة في مجال نسخ دنا لكائنات حية غير الإنسان.

2- تطوير مصدر طاقة نووية وفير وآمن.
في عام 1956، شغلت بريطانيا أول محطة نووية كهربائية لتكون الطاقة النووية، حسب قولهم، مصدر طاقة المستقبل. لكن الحوادث الخطيرة التي حصلت في المفاعلات النووية، وآخرها محطة فوكوشيما اليابانية، جعلت مستقبل الطاقة النووية مظلما.
فهل من مخرج من هذا المأزق؟
ربما تكون مفاعلات الاندماج النووي هي الحل. وهو تفاعل آمن، وغير متسلسل، ولا ينتج فضلات مشعة طويلة العمر. لكن المشكلة الصعبة حتى الآن هي كيفية احتواء الوقود المكوّن من نظائر الهيدروجين الثقيلة عند 150 مليون درجة سلسيوس.

ولعل الحل هو استخدام مجال مغنطيسي لحجز الوقود ضمن وعاء حلقي، يدعى توكاماك.

3- زيادة انتاجية القمح 50%.
يهدف هذا المشروع الى رفع كفاءة عملية البناء الضوئي في القمح لزيادة وزن سبلة القمح بنسبة 50%. يكلف المشروع مئة مليون دولار مقسمة على عشر سنوات. وتجرى تجارب في محطة "اتحاد إنتاج القمح العالمي" في صحراء سنورا المكسيكية.

4- صنع طائرة فضائية وحيدة المرحلة.
يكلف هذا المشروع 5 مليارات دولار، وهو في مراحله النهائية الآن. يدعى المشروع SKYLON، ويعتمد على استخلاص الأكسجين اللازم لاحتراق الوقود، من الهواء حتى ارتفاع 28كم، ثم تعود المركبة للاعتماد على الأكسجين السائل.

5- اكتشاف حياة أخرى في الفضاء.
في عام 1995، رُصد أول كوكب يدور حول نجم يشبه شمسنا. ومنذ ذلك الحين تعرفنا على 760 كوكبا مشابها في الفضاء. وإذا عثرنا على كوكب يشبه ارضنا، فقد تكون عليه حياة من نوع ما. لكن المشكلة هي أننا لن نتمكن من مشاهدة الكوكب الذي يبعد عن نجمه بقدر بعد الأرض عن الشمس. بل سيختفي عن مراصدنا ضمن تألق نجمه.

6- زراعة مرض الزهيمر مخبريا.
رصدت بريطانيا مليون جنيه لهذه الأبحاث، وهي تهدف لزراعة أنسجة دماغ مصابة بهذا المرض من أجل فهم أسراره ومعرفة مسبباته.

7- خلق نموذج واحد لفيزياء الجسيمات.
تظهر مؤشرات عملية أن النموذج الفيزيائي المعياري المقبول حاليا لا يفسر الظواهر المرتبطة بالطاقات العالية للغاية، مثل تسارع تمدد الكون.

ويهدف مشروع تقدر كلفته بعشرة مليارات دولار إلى بناء مصادم خطي دولي، للتوصل إلى نموذج واحد يفسر كافة ظواهر الفيزياء. سيبلغ طول المصادم 50كم، ويتوقع انجاز تصميمه في نهاية العام الحالي.

8- تطوير موصل فائق عملي.
عندما نستخدم أسلاك النحاس في نقل الطاقة الكهربائية، فإننا نفقد نسبة كبيرة من الطاقة بسبب مقاومة النحاس لمرور التيار. لكن الموصل الفائق يمرر التيار دون مقاومة ودون خسارة للطاقة. ولك أن تتخيل مقدار الوفر في الطاقة الضائعة لو أمكننا صنع موصل فائق على درجات الحرارة العادية، فالموصلات الفائقة المعروفة حتى الآن تعمل على درجات بالغة الانخفاض، أدنى من 163 درجة تحت الصفر. تقوم بالتجارب حاليا جامعة سدني الاسترالية، وقد نشرت أولى النتائج في مجلة Nature في نيسان 2012.

9- شفط CO2 من الغلاف الجوي.
تدعم الحكومة الكندية هذا المشروع بمبلغ ستة ملايين دولار، ويهدف إلى استنباط وسيلة لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون (ثاك) من الجو، للتخفيف من ظاهرة الدفيئة، أي ارتفاع درجة حرارة الأرض. تقوم بالأبحاث مؤسسة Carbon Engineering. وقد نجحت بالفعل المحاولات الأولى في عام 2011.

10- كبسولات دواء ذكية.
ما رأيك أن تزرع في جسمك كبسولة دواء قادرةعلى إطلاقه في اللحظة المناسبة، وعند الحاجة اليه. قد تنقذ هذه الكبسولة حياة أشخاص يعانون من مشكلات تتطلب تدخلا علاجيا في لحظات معينة، كما هو حال المصابين بالسكري أو ارتفاع الضغط.

طورت ناسا هذه الكبسولة ، اعتمادا على أنابيب كربون نانوية، لتزرع تحت جلد رواد الفضاء ولتفعّل عند تعرضهم لأخطار معينة، مثل الإشعاعات القوية. تحتوي الكبسولة على خلايا حية مهندسة جينيا، لتفرز الدواء استجابة لمحفزات معينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق