Powered By Blogger

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

عرض كتاب: تاريخ العلم 1543 -- 2011

م. سائد مدانات عالم المعرفة (الكويتية)، جزءان: حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2012 تأليف جون غريبين (غْرِبِن) ترجمة شوقي جلال العرب اليوم، 20 تشرين الثاني / نوفمبر، 2012 نبادر إلى القول أن هذا الكتاب بجزأيه أقرب إلى القصص والتاريخ في صياغته، ما يجعل قراءته مشوقة وممتعة للقارئ العادي غير المختص في أحد المجالات العلمية. لن نستعرض الكتاب هنا بذكر محتوياته فعناوين فصوله قد لا تعني الشيء الكثير، فهي على غرار: رجال عصر النهضة، آخر الألغاز، العلماء الأوائل، الآباء المؤسسون... الخ. لكننا سنورد فقط بضعة مقتطفات، لأن لها مغزى نراه مهما، أو بسبب طرافتها. مع الاعتراف بأن الكتاب يستحق استعراضا اشمل وأعمق، لعلنا نقوم به نحن أو غيرنا في المستقبل. - لماذا عام 1543: ما السر في أن المؤلف قد اختار عاما محددا، 1543، ليبدأ به تاريخه للعلم الحديث؟ يقول المؤلف أن اختيار أية نقطة زمنية كبداية لتاريخ العلم، هو اختيار تعسفي. لكنه يفسر هذا الاختيار في مدخل الكتاب، ذاكرا بأن هذا العام قد شهد حدثين مهمين، أولهما هو صدور كتاب ( عن بنية جسم الإنسان) لمؤلفه اندرياس فيساليوس؛ والثاني هو صدور كتاب كوبرنيكس (عن دوران الأجرام السماوية). وجعل هذا التوافق العرَضي من العام 1543 معلما مميزا وملائما لاعتباره مطلع الثورة العلمية. - نشير هنا إلى أن أفكار كوبرنيكس قد شكلت ثورة علمية ودينية معا، إذ أنه بيّن أن الأرض ليست هي مركز الكون. من دعم العلماء؟ - البحث العلمي مكلف، فكيف كان العلماء الأوائل يتدبرون أمورهم المعيشية ومصاريف الأبحاث العلمية الباهظة بما تتطلبه من أجهزة ومواد ومساعدين أحيانا؟ - قد تدهشك الإجابة عن هذا السؤال. وهي حقيقة ليست معروفة كثيرا، إذ يبدو أن ملوك أوروبا في تلك الأزمنة الغابرة قد أخذوا يتنافسون على جذب العلماء والمفكرين إلى قصورهم، ويغدقون عليهم العطايا والأموال. ومن ذلك الفلكي تيشو (تيكو) براهي، فقد منحه فردريك ملك الدنمرك عام 1575 جزيرة صغيرة طولها 5 كم، وسجلها ملكا خالصا له، ليبني عليها مرصده، إضافة إلى أراض أخرى ومخصصات مالية سخية. مثال آخر هو رنيه ديكارت، الفيلسوف والرياضي والفيزيائي الفرنسي. فقد دعته ملكة السويد ليقيم في بلاطها عام 1649 وليمارس عمله بكل حرية، بشرط إعطاء الملكة درسا خاصا في الخامسة من صباح كل يوم. لكن يبدو أن برد الشتاء في الشمال والصحو المبكر قد اصابه بنزلة صدرية والتهاب رئوي ، فتوفي هناك وهو في سن الرابعة والخمسين. وقد لا يحتاج العالِم إلى دعم الآخرين له إذا كان هو نفسه غنيا، كما هو حال هنري كافندش؛ فهو من عائلة ارستقراطية ثرية. التحق بجامعة كيمبرج وتركها دون الحصول على درجة علمية، على نحو ما اعتاد غالبية أبناء النبلاء حينذاك. كان هنري خجولا للغاية، لدرجة أنه تعامل مع خادمات بيته بواسطة المذكرات المكتوبة. أثبت كافندش أن الماء ليس عنصرا بسيطا، بل مركب من عنصرين، كما قام بتجربة لقياس وزن الأرض، أو بالأحرى متوسط كثافتها. ولا يتجاوز الخطأ في نتيجته 1% مقارنة مع القيمة المعتمدة حاليا، وهي 5.52غم/سم³.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق