ثلاث ظواهر طبيعية غريبة: الخفاف البركاني، البرق الكروي، الشبح الأحمر

أسمهان طعيمة Asmahan.t@hotmail.com
- العرب اليوم 28/8/2012

- جزيرة خفّاف ضخمة طافية.
في التاسع من هذا الشهر، آب 2012، شاهدَت طائرة تحلق في جنوب المحيط الهادي، قرب نيوزلندة، منظرا غريبا: جزيرة طافية تتحرك مع الأمواج. تنبهت سفن وطائرات أخرى لهذه الظاهرة، وقال أحد البحارة أن هذا أغرب منظر شاهده طوال حياته. تبيّن أن أبعاد هذه الجزيرة الطافية، أو الطوف، 480 × 50 كم، أي ربع مساحة الأردن. وتتكون من حجر الخفاف أو النسف pumice ، وهو حجر بركاني يتشكل عندما تبرد الحمم البركانية، اللافا، بسرعة، فتمتلئ بالمسامات أو النخاريب، التي قد تشكل 90% من حجمها، وتكون كثافة الخفاف الناتج أقل من الماء، فيطفو عليه.
سعى العلماء إلى تحديد موقع البركان الذي أنتج هذه اللافا، ففحصوا صورا فضائية حديثة من الساتل الأمريكي MODIS ولاحظوا أن أول ظهور للانبعاثات البركانية على سطح المحيط كان في 19 تموز الماضي؛ وتوقفت الانبعاثات في 21 تموز؛ وتمكنوا من تحديد موقع البركان في قاع المحيط.
يجدر بالذكر أن هذه الظاهرة تتكرر بعد انفجار البراكين داخل المحيط. فبعد انفجار بركان كراكاتوا في اندونيسيا عام 1883، ظهرت جزيرة طافية تحركت عبر المحيط لمدة عشرين سنة.

- البرق الكروي (كرات البرق) Ball lightning
منذ آلاف السنين، وصف شهود عيان كرات من النار أو البرق يتراوح قطرها بين بضعة سنتمرات وبضعة أمتار، وتظهر فجأة مخترقة النوافذ والجدران، ثم تخبو وتختفي بعد بضع ثوان بصمت وهدوء أو بانفجار قوي.
لم يتمكن العلماء حتى الآن من ملاحظتها ودراستها على أرض الواقع، وما زالت تعتبر مجهولة وغامضة. لكنهم انتجوها في المختبر، بعدة طرق. ويعتقد أنها تتشكل عندما يتأين الهواء بتأثير جسيمات الفا الناتجة عن تحلل غاز الرادون المشعّ، الذي يتصاعد من جوف الأرض.

- الشبح الأحمر Red Sprite
في 15 آب الحالي تمكن باحث دنمركي بعد انتظار طويل من تصوير مجموعة من الأشباح الحمر، تعلو غيوما سببت عاصفة رعدية، على بعد 360كم، فوق بحر الشمال.
في عام 1925 توقع طُمسُن ريزولسُن حصول هذه الظاهرة بسبب تفريغ كهربائي بين قمم الغيوم والطبقة المتأينة من الغلاف الجوي، أي الأيونوسفير التي تمتد على ارتفاع 90- 800 كم وتدوم لبضعة أجزاء بالألف من الثانية. ( وقد فاز هذا العالم بجائزة نوبل عام 1927) حصل أول تصوير لهذه الظاهرة بالصدفة عام 1989. وقد أطلقت عدة دول مؤخرا سواتل فضائية لدراسة هذه الظاهرة.