حسام جميل – العرب اليوم – 7 آب 2012
الكلب والقط هما أقرب حيوانين أليفين للإنسان، ويكثر اقتناؤهما في الغرب حاليا ولدى البعض عندنا. فأي واحد منهما قد يكون الرفيق الذي يؤنس وحدة المسنين، حتى لو لم يكونوا وحيدين فعليا في المنزل؛ فالشعور بالوحدة قد ينتج عن ضعف الاتصال والتواصل بين أفراد العائلة الواحدة. وقد تواجد القط والكلب في بيوت أجدادنا قديما؛ وحتى الآن لا نرى قطيع أغنام دون كلب يرافقه ويحميه.
وقد نشرت المجلة الفرنسية "هذا يهمني" مقالا طريفا وظريفا بعنوان "الكلب – القط: العلم يحكم المباراة" نستعرضه باختصار فيما يأتي:
يمتلك الفرنسيون قرابة ثمانية ملايين كلب، وعددها يتناقص من عام لآخر، وأحد عشر مليون قط، وعددها في تزايد. وهذا يعني أن القط قد فاز حسب رأي الناس هناك، فما رأي العلم في ذلك؟
الجولة الأولى: أيهما أذكى؟
دماغ الكلب أكبر وأكثر تطورا. ويبدو أنه قد ورث ذكاءه من سلفه الذئب الذي يمارس حياة اجتماعية تنمّي ذكاءه بخلاف القط الذي يميل إلى الانفراد. وقد لوحظ أن الكلب عموما يعادل في ذكائه طفلا عمره سنتان، ويمكن تعليمه معاني 160 – 250 كلمة.
وتوصل باحثون في جامعة كرولينا الجنوبية إلى تعليم كلب بيرجيه 1022 كلمة بعد تدريب 3 سنوات. أما من حيث قدرات الكلب الحسابية، فهو يكافىء طفلا في الثالثة أو الرابعة من عمره.
النتيجة : نقطة للكلب.
الجولة الثانية: أيهما أمهر في الصيد؟
يظهر الكلب قدرة أكبر على المطاردة لمسافات طويلة، لكن القط يظهر مهارة في اصطياد الطيور والقوارض والضفادع. ويقدر أن القطط الأليفة في بريطانيا تقتل سنويا مئة وخمسين مليونا من هذه الحيوانات.
النتيجة : تعادل.
الجولة الثالثة: أيهما أقل تكلفة على مالكيه؟
لا شك أن الحب لا ثمن له، لكن الاسراف قد يقتل الود. يبلغ اجمالي نفقات الكلب خلال حياته التي معدلها 13 سنة، قرابة عشرة آلاف يورو، في فرنسا، مقابل ستة آلاف للقط. أي 800 يورو سنويا للكلب، و500 للقط. وتتوزع الكلفة بين الطعام الخاص والعناية الصحية والتطعيم في السنة الأولى من عمره.
(وإذا اعتبرنا أعداد الكلاب والقطط في فرنسا، التي أوردناها في المقدمة، فإن تكلفة الكلاب السنوية تبلغ ستة مليارات يورو، والقطط 5.5 مليار).
النتيجة: القط يفوز
الجولة الرابعة: أيهما أقدم صديق للانسان؟
يُعتقد أن الكلب قد دجن قبل 16000 سنة، في الصين، حيث يربى بغرض الذبح. لكن باحثين أمريكيين يرفعون هذا الرقم إلى خمسين ألفا. أما القط، فقد استأنسه المصريون قبل خمسة آلاف سنة، على الرغم من العثور على تمثال للقط في قبرص، يعود إلى قرابة عشرة آلاف سنة، حيث يعتقد أن الفلاحين بدأوا بتدجينه لمقاومة الفئران.
النتيجة: الكلب يفوز
الجولة الخامسة: أيهما الأفضل لك صحيا؟
توجد في اليابان مقاه للاسترخاء، من خلال احتضانك القط والتربيت على ظهره. ويبدو أن هرير القط يعطي شعورا بالراحة. كما أن ذلك يخفض ضغط الدم لديك. وقد لوحظ هذا التأثير لدى المسنين الذين يربون كلابا أو قططا، وبمفعول أفضل من الأدوية. وقد يدهشك أن تعلم أن الأطفال الذين يتعايشون مع كلاب أو قطط في بيوتهم تقل إصابتهم بالحساسية إلى النصف، مقارنة مع من لا يملكون حيوانا أليفا. ولا ننسى أن امتلاكك كلبا يدفعك لمرافقته في مشوار يومي لقرابة الساعة، وهي رياضة مفيدة لك. وقد جرى تدريب كلاب على كشف الإصابة بسرطان البروستات أو القولون، بفضل الرائحة. ولا ننسى كلاب الأثر البوليسية، والكلاب المرافقة والمرشدة للعميان.
النتيجة: الكلب يفوز.
الجولة السادسة: أيهما يملك حواس أقوى؟
يملك القط مئتي مليون نهاية عصبية حساسة للروائح مقابل مئة وخمسين مليونا لدى الكلب. على الرغم من أن هذا الرقم يرتفع عند الضرو (كلب صيد كبير) إلى ثلاثمئة مليون (مقابل خمسة ملايين فقط عند الانسان).
كما أن القط من أكثر الثدييات إحساسا بالأصوات. وهو أيضا أحدّ بصرا في الظلام.
النتيجة: القط يفوز.
الجولة السابعة: أيهما الأفضل بيئيا؟
يلاحظ كل من يسير في شوارع المدن الفرنسية براز الكلاب على الأرصفة وبجوار الأشجار. أما القط فيبدو أكثر حفاظا على البيئة. فهو يحفر في التراب ليغطي فضلاته.
وإذا اعتبرنا التأثير البيئي من حيث الطعام الذي يستهلكه كل منهما، وكمية الأسمدة والمبيدات اللازمة لانتاجه ، فإن الكلب يستهلك كمية أكبر من الطعام، ويلوث البيئة أكثر.
النتيجة: القط يفوز.
النتيجة النهائية: تعادل. فقد فاز الكلب في 3 جولات، والقط في ثلاث، وتعادلا في جولة واحدة.
CMI 4/2011
Pic 80-81
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق